كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

فيه، وعن نحرك، وعن حلاقك رأسك وما لك فيه مع الإضافة". فقال: والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك.
ومن ذلك: ما روي عن واثلة بن الأسقع قال: أتيت رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو في نفر من أصحابه يحدثهم، فجلست وسط الحلقة، فقال بعضهم: يا واثلة قم عن هذا المجلس، فقد نهينا عنه، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام:
__________
زاد في حديث أنس عند البيهقي: لنزداد إيمانا ونزداد يقينا، "فقال الثقفي للأنصاري: سل" وفي رواية ابن حبان عن ابن عمر: جاء أنصاري فقال: يا رسول الله كلمات أسأل عنهن، قال: "اجلس"، وجاء ثقفي فقال: يا رسول الله كلمات أسأل عنهن، فقال: "سبقك الأنصاري"، فقال الأنصاري: إنه غريب وإن للغريب حقا، فابدأ به، فأقبل على الثقفي، فقال: "إن شئت" ... إلخ، فذكر الحديث إلى أن قال: فقام الثقفي، ثم أقبل على الأنصاري، فذكر نحوه.
وفي حديث أنس عند البيهقي فقال الأنصاري للثقفي: سل، فقال: بل أنت فسله، فإني أعرف حقك، فظاهر هذا كالرواية التي ساقها المصنف، أن الأنصاري تقدم بالسؤال، وصريح رواية ابن حبان أن المتقدم هو الثقفي؛ لأنه رتب ثم بعد ذكر سؤاله، وإخبار المصطفى بما جاء يسأل عنه، وقوله: فقام الثقفي، ثم أقبل على الأنصاري، ولعل وجه الجمع أن الأنصاري لما علم أن الحق له في التقديم، وطلب تقديم الثقفي لكون غريبا، وأبى الثقفي، وقال: "بل أنت فسله، فإني أعرف حقك، أي: بسبق السؤال وسبق الإسلام، ولم يرض بذلك الأنصاري، وصمم على تقديم الثقفي عليه إكراما له لغربته ولمعرفته حقه، "فقال" الأنصاري "أخبرني يا رسول الله! فقال": "جئتني تسألني عن مخرجك" خروجك "من بيتك، تؤم" تقصد "البيت الحرام وما لك فيه" من الثواب، "وعن ركعتيك بعد الطواف فيهما، وعن سعيك بين الصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة" بها "وما لك فيه، وعن رميك الجمار" يوم النحر وبعده "وما لك فيه وعن نحرك" هديك، "وعن حلاقك رأسك وما لك فيه مع الإضافة"، فقال: والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك" قال صلى الله عليه وسلم: "فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لم تضع ناقتك خفا، ولم ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا به عنك خطيئة، وترفع بها لك درجة، وأما ركعتاك بعد الطواف، فإنهما كعتق رقبة من بني إسماعيل، وأما طوافك بالصفا والمروة، فكعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى السماء الدنيا، فيباهي بكم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي، جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبكم عدد الرمال وزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الكبائر الموبقات، وأما

الصفحة 134