كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

وعند ابن حبيب أيضا مرفوعا أنه نهى عن استرضاع الفاجرة.
وعن عمر بن الخطاب: أن اللبن ينزع لمن تسترضع له.
وأما الحمية من البرد فاشتهر على الألسنة: اتقوا البرد فإنه قتل أبا الدرداء. لكن قال شيخ الحفاظ ابن حجر: لا أعرفه، فإن كان واردا فيحتاج إلى تأويل، فإن أبا الدرداء عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا. انتهى.
وأما ما اشتهر أيضا: أصل كل داء البردة، فقال شيخنا: رواه أبو نعيم والمستغفري معا في الطب النبوي والدارقطني في العلل، كلهم من طريق تمام بن نجيح عن الحسن البصري عن أنس رفعه. وتمام ضعفه الدارقطني وغيره، ووثقه ابن معين وغيره.
__________
يسهل عليّ موته، ولا تفسد طباعه بشرب لبن غير أمه، ثم لما كبر الإمام كان إذا حصل له كبوة في المناظرة، يقول: هذه من بقايا تلك الرضعة.
"وعند ابن حبيب أيضا مرفوعا أنه نهى عن استرضاع الفاجرة" أي الفاسقة، "وعن عمر بن الخطاب أن اللبن ينزع"، أي يميل بالشبه "لمن تسترضع له" أي لمرضعته في الخير وضده.
"وأما الحمية من البرد" بالتدفي، "فاشتهر على الألسنة: اتقوا البرد، فإنه قتل أبا الدرداء" عويمرا العجلاني "لكن قال شيخ الحفاظ ابن حجر: لا أعرفه، فإن كان واردا فيحتاج إلى تأويل", كأن يقال: كاد يقتله. "فإن أبا الدرداء: عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا. انتهى".
حتى مات في خلافة عثمان، وقيل: عاش بعد ذلك، "وأما ما اشتهر أيضا أصل كل داء البردة" أي قاعدته التي لو توهمت مرتفعة لارتفع بارتفاعها سائره، قاله الرابغ، "فقال شيخنا" السخاوي في المقاصد: "رواه أبو نعيم" أحمد بن عبد الله الحافظ، "والمستغفري" الحافظ أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر نسبة إلى جده، هذا ابن الفتح النسفي، صاحب التصانيف، ولد بعد سنة خمسين وثلاثمائة، ومات بنسف سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة "معا في الطب النبوي، والدارقطني في" كتاب "العلل، كلهم من طريق تمام بن نجيح" الأسدي، الدمشقي، نزيل حلب، "عن الحسن البصري، عن أنس، رفعه" به "وتمام، ضعفه الدارقطني وغيره", كبن حبان، فقال: تمام منكر الحديث يروي أشياء موضوعات عن الثقات، كان يتعمدهم، وقال ابن عدي والعقيلي: حديثه منكر، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، "ووثقه ابن معين وغيره" واعتمد في التقريب الأول، فقال: ضعيف، "ولأبي نعيم أيضا من

الصفحة 26