كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

وقد أورد أبو نعيم مضموما لهذه الأحاديث، حديث الحارث بن فضيل عن زياد بن مينا عن أبي هريرة رفعه: "استدفئوا من الحر والبرد". وكذا أورد المستغفري مع ما عنده منها حديث إسحاق بن نجيح عن أبان عن أنس رفعه: "إن الملائكة لتفرح بفراغ البرد عن أمتي، أصل كل داء البرد". وهما ضعيفان وذلك شاهد لما حكي عن اللغويين في كون المحدثين رووه بالسكون. انتهى.
__________
قول بعض الأطباء هي إدخال الطعام على الطعام قبل هضم الأول، فإن بطء الهضم أصله البرد الذي بردت منه المعدة، قال في الفائق: والقصد ذم الإكثار من الطعام، قيل: لو سئل أهل القبور ما سبب قصر آجالكم، لقالوا: التخمة.
"وقد أورد أبو نعيم" في الطب النبوي، "مضموما لهذه الأحاديث حديث الحارث بن فضيل" بالتصغير, الأنصاري، المدني، ثقة، من رجال مسلم، "عن زياد بن مينا" "بكسر الميم وإسكان التحتية ونون" تابعي مقبول، "عن أبي هريرة، رفعه: "استدفئوا من الحر والبرد" وكذا أورد المستغفري مع ما عنده منها" أي: من الأحاديث السابقة "حديث إسحاق بن نجيح" الملطي، نزيل بغداد، كذبوه "عن أبان" بن يزيد العطار البصري، ثقة، له أفراد، "عن أنس رفعه: إن الملائكة لتفرح بفراغ" في المقاصد بارتفاع "البرد عن أمتي أصل كل داء البرد"، وهما" أي ذا الحديث وما قبله "ضعيفان، وذلك شاهد لما حكي عن اللغويين في كون المحدثين رووه بالسكون" فيكون المراد بالبردة البرد، فيتعين سكونه، وكذا على أن المراد التخمة على ما صدر به القاموس، كما علم. "انتهى" كلام شيخه.
الفصل الثاني: في تعبيره صلى الله عليه وسلم الرؤيا
يقال: عبرت الرؤيا بالتخفيف: إذا فسرتها، وعبرتها بالتشديد للمبالغة في
__________
الفصل الثاني: في تعبيره صلى الله عليه وسلم الرؤيا
أي تفسيرها، وهو العبور من ظاهرها إلى باطنها، قاله الراغب، وفي المدرك: حقيقة عبرت الرؤية، ذكرت عاقبتها وآخر أمرها، كما تقول: عبرت النهر إذا قطعته حتى تبلغ آخر عرضه، وهو عبره، ونحوه: أولت الرؤيا إذا ذكرت مآلا، وهو مرجعها.
وقال البيضاوي: عبارة الرؤيا الانتقال من الصور الخالية إلى المعاني النفسانية التي هي مثالها من العبور، وهو المجاوزة، "يقال: عبرت الرؤيا بالتخفيف" للباء "إذا فسرتها، قال تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43] ، "وعبرتها بالتشديد للمبالغة في ذلك" هكذا

الصفحة 28