كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

وتلك الاعتقادات تقع تارة بحضرة الملك فيقع بعدها ما يسره، وتارة بحضرة الشيطان فيقع بعدها ما يضره، والعلم عند الله.
وأخرج الحاكم والعقيلي من رواية محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: لقي عمر عليا فقال: يا أبا الحسن، الرجل يرى الرؤيا، فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب، قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد ولا أمة ينام فيمتلئ نوما إلا تخرج روحه إلى العرش، فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق، والذي يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تكذب". قال الذهبي في تلخيصه: هذا حديث منكر، ولم يصححه المؤلف.
وذكر ابن القيم حديثا مرفوعا غير معزو: "إن رؤيا المؤمن كلام يكلمه ربه به في المنام". ووجد الحديث للترمذي في "نوادر الأصول" من حديث عبادة بن
__________
اليقظة من يعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه، ويجعل ذلك الاعتقاد علما على غيره، هكذا في كلام المازري، "وتلك الاعتقادات تقع تارة الملك، فيقع بعدها ما يسره" أي الرائي، "وتارة بحضرة الشيطان" إبليس أو غيره، "فيقع بعدها ما يضره، والعلم عند الله".
"وأخرج الحاكم والعقيلي من رواية محمد بن عجلان" المدني، صدوق، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، "عن سالم بن عبد الله بن عمر" بن الخطاب، أحد الفقهاء، "عن أبيه، قال: لقي عمر عليا، فقال: يا أبا الحسن الرجل يرى الرؤيا، فمنها ما يصدق، ومنها ما يكذب" فما السر في ذلك، "قال: نعم" أجيبك: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد ولا أمة ينام فيمتلئ نوما"، أي يثقل نومه "إلا تخرج روحه إلى العرش، فالذي لا يستيقظ دون العرش" بأن يبقى نائما حتى تصل روحه إلى العرش، "فتلك الرؤيا التي تصدق،" أي تقطع مطابقة للواقع لانكشاف صور الأشياء لها على حقيقتها، "والذي يستيقظ دون العرش" أي قبل وصول روحه إليه، "فتلك الرؤيا التي تكذب،" أي تخبر بخلاف الواقع.
"قال الذهبي في تلخيصه" لكتاب المستدرك للحاكم، لخصه تلخيصا حسنا مع تعقب عليه: "هذا حديث منكر" أي ضعيف، "ولم يصححه المؤلف" يعني لم يصرح الحاكم بقوله: صحيح، وإن رواه في المستدرك موضوعه الصحيح الزائد على ما في الصحيحين.
"وذكر ابن القيم حديثا مرفوعا غير معزو" لأحد بأن قال: قال صلى الله عليه وسلم: "إن رؤيا المؤمن كلام يكلمه ربه في المنام" به، "ووجد الحديث للترمذي" محمد بن علي الحكيم "في"

الصفحة 32