كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

يقولون: أصدق الرؤيا ما كان عند اعتدال الليل والنهار وإدراك الثمار.
والثاني: أن اقتراب الزمان المراد به انتهاء مدته، إذ دنا قيام الساعة.
وتعقب الأول: بأنه يبعده التقييد بالمؤمن، فإن الوقت الذي تعتدل فيه الطبائع لا يختص به.
وجزم ابن بطال بأن الثاني هو الصواب، واستند إلى ما أخرجه الترمذي من طريق معمر عن أيوب في هذا الحديث بلفظ: "في آخر الزمان لا تكذب رؤيا المؤمن".
__________
بعض، الأخلاط على بعض ومن ثم "قل: والمعبرون يقولون: أصدق الرؤيا ما كان عند اعتدال الليل والنهار وإدراك الثمار" وانفتاق الأزهار، وعند ذلك تصح الأمزجة وتنصح الحواس.
والثاني: أن اقتراب الزمان المراد به انتهاء مدته إذا دنا" قرب "قيام الساعة، وتعقب الأول بأنه يبعده التقييد بالمؤمن" في الرواية الآتية، المعبر عنه في رواية مسلم بالمسلم؛ "فإن الوقت الذي تعتدل في الطبائع لا يختص به" وبعده المازري، بأن رؤيا الصالح الصدق في كل زمان.
وقال ابن العربي: لا يصح التفسير الأول؛ لأنه لا أثر لاعتدال الزمان في صدق الرؤيا إلا على ما يقوله الفلاسفة من اعتدال الأمزجة حينئذ، ثم إنه وإن كان في هذا الاعتدال في الأول، لكنه حين تحل الشمس برأس الميزان عكس الأول؛ لأنه تسقط الأوراق ويتقلص الماء عن الثمار، مع أنه يتقارب فيه الليل والنهار، يعني: فحمله على أحدهما تخصيص بلا مخصص، قال: والصحيح التفسير الثاني؛ لأن القيامة هي الحاقة التي تحق فيها الحقائق، فكل ما قرب منها فهو أخص بها. انتهى.
"وجزم ابن بطال بأن الثاني هو الصواب، واستند إلى ما أخرجه الترمذي من طريق معمر، عن أيوب" السختياني "في" روايته "هذا الحديث" عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة "بلفظ": "في آخر الزمان لا تكذب" لفظ الترمذي: "لم تكد تكذب". "رؤيا المؤمن". والحديث واحد، فيفسر الاقتراب بآخر الزمان.
قال ابن بطال: فالمعنى إذا اقتربت الساعة وقبض أكثر أهل العلم، ودرست معالم الديانة بالهرج والفتنة كان الناس على مثل الفترة محتاجين إلى مذكر ومجدد لما درس من الدين، كما كانت الأمم تذكر بالأنبياء لكن لما كان نبينا خاتم الأنبياء عوضوا بالرؤيا الصادقة التي هي جزء من النبوة الآتية بالبشارة والنذارة، وقال ابن أبي حمزة: المؤمن في ذلك الوقت يكون غريبا، فيقل أنيسه ومعينه، فيكرم بالرؤيا الصادقة، وفي الأبي قال بعضهم: كان ذلك عند القيامة، لأن

الصفحة 43