كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان، ولا يخبر بها أحدا، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر بها إلا من يحب".
وقوله: "فليبشر" بفتح التحتانية وسكون الموحدة وضم المعجمة، من البشرى.
وفي حديث أبي رزين العقيلي عند الترمذي: "ولا يقصها إلا على واد -بتشديد الدال، اسم فاعل من الود- أو ذي رأي". وفي أخرى: "ولا تحدث بها إلا لبيبا أو حبيبا". وفي أخرى: "لا تقص رؤياك إلا على عالم أو ناصح".
وفي حديث أبي سعيد عند مسلم: "فليحمد الله عليها وليحدث بها".
__________
ولا يخبر بها أحدًا، فإن رأى رؤيا حسنة، فليبشر".
قال عياض: يحتمل حسن ظاهرها ويحتمل صحتها، "ولا يخبر بها إلا من يحب" فيخبره بشرطه الآتي، "وقوله: "فليبشر" بفتح التحتانية وسكون الموحدة وضم المعجمة من البشرى".
قال عياض: هكذا الرواية، وعند العذري، يعني أحد رواة مسلم "بالنون"، وهو تصحيف، إنما هو من البشارة، يقال: بشرت الرجل مخففا ومشددا، كأن الحافظ لم يرتضه، فقال: زعم عياض أن النون تصحيف، ووقع في بعض نسخ مسلم: فليستر بمهملة ومثناة من الستر.
"وفي حديث أبي رزين" "بفتح الراء وكسر الزاي"، لقيط بن عامر "العقيلي" صحابي شهير "عند الترمذي" وأبي داود وابن ماجه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت, ولا يقصه إلا على واد" أو ذي رأي، هذا لفظه برمته، أي إلا على واحد من هذين، إما واد "بتشديد الدال" أي محب "اسم فاعل من الود" "بفتح الواو وضمها"، "أو ذي رأي" أي علم بتعبيرها، وإن لم يكن محبا، فإنه يخبرك بحقيقتها، أو بأقرب ما يعلم منه، لا أن تعبيرها يزيلها عما جعلها الله عليه، ووقع في بعض نسخ الفتح، أي ذي رأي بأي، وهو تصحيف، والنسخ الصحيحة، بأو، كما هو في الترمذي.
"وفي" رواية "أخرى" له: "ولا تحدث بها إلا لبيبا أو حبيبا" قال البيضاوي: معناه لا تقصها إلا على حبيب لا يقع في قلبه لك إلا خير، أو عاقل لبيب لا يقول إلا بفكر بليغ ونظر صحيح، ولا يواجهك إلا بخير.
"وفي أخرى: "لا تقص رؤياك إلا على عالم أو ناصح".
"وفي حديث أبي سعيد عند مسلم" صوابه عند البخاري كما قدمه: ومسلم لم يخرج

الصفحة 46