كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

وقد روي من حديث أنس مرفوعا: "الرؤيا لأول عابر". وهو حديث ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، ولكن له شاهد أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه، بسند حسن، وصححه الحاكم عن أبي رزين العقيلي رفعه: "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت".
وعند الدارمي بسند حسن عن سليمان بن يسار عن عائشة قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف في التجارة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجي غائب، وتركني حاملا، فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت وإني ولدت غلاما أعور، فقال: "خير يرجع زوجك إن شاء الله
__________
"وقد روي من حديث أنس مرفوعا: "الرؤيا لأول عابر". وهو حديث ضعيف فيه يزيد" بن أبان "الرقاشي" بخفة القاف، ثم معجمة" أبو عمرو البصري، "القاص "بتشديد المهملة" تابعي صغير، زاهد ضعيف، مات قبل العشرين ومائة، "ولكن له شاهد".
"أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه بسند حسن، وصححه الحاكم" على شرط مسلم، "عن أبي رزين" لقيط بن عامر "العقيلي، رفعه: "الرؤيا على رجل طائر" أي هي كشيء معلق برجله لا استقرار لها "ما لم تعبر" بالبناء للمجهول وتخفيف الباء" في أكثر الروايات، أي لما لم تفسر، "فإذا عبرت وقعت" تلك الرؤيا بمعنى أن يلحق الرائي أو المرئي له حكمها.
قال في النهاية: يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت، كما أن الطير لا يستقر غالبا، فكيف يكون ما على رجله. وقال في جامع الأصول: كل حركة من كلمة أو شيء يجري لك فهو طائر، يقال: اقتسموا دارا وطار سهم فلان في ناحية كذا، أي خرج وجرى، والمراد أن الرؤيا على رجل قدر جار وقضاء ماض من خير أو شر، وهي الأول عابر يحسن تعبيرها، وتتمة الحديث: "ولا تقصها إلا على واد أو ذي رأي". ومر قريا.
"وعند الدارمي" عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن تهرام السمرقندي، الحافظ، صاحب المسند، شيخ مسلم وأبي داود والترمذي وغيرهم، ثقة، متقن، فاضل، مات سنة خمس وخمسين ومائتين، وله أربع وسبعون سنة "بسند حسن عن سليمان بن يسار" الهلالي، المدني، مولى ميمونة، وقيل: أم سلمة، ثقة، فاضل، أحد الفقهاء، السبعة، مات بعد المائة، وقيل: قبلها.
"عن عائشة قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف", أي يذهب ويجيء "في التجارة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجي غائب وتركني حاملا، فرأيت في المنام أن سارية" أي: عمود "بيتي انكسرت، وأني ولدت غلاما أعور" لا يبصر إلا بعين

الصفحة 52