كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

وإنما اختار أبيا لأنه كان أقرأهم، كما قال عمر.
وروى سعيد بن منصور من طريق عروة: أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب، فكان يصلي بالرجال، وكان تميم الداري يصلي بالنساء.
وفي الموطأ: أمر عمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس في رمضان.
وروى البيهقي بإسناد صحيح أن الناس كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة.
__________
من أوله، وقد أثنى الله على المستغفرين بالأسحار.
وقال المفسرون في قول يعقوب: سوف أستغفر لكم ربي أخرهم إلى السحر، لأنه أقرب للإجابة، "وكان الناس يقومون أوله" ثم جعله عمر آخر الليل كما قاله ابن عبد البر، "وإنما اختار أبيا لأنه كان أقرأهم" وقد قال صلى الله عليه وسلم: "يؤم القوم أقرؤهم". "كما قال عمر" علي أقضانا وأبي أقرؤنا وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي قاله ابن عبد البر.
"وروى سعيد بن منصور من طريق عروة" بن الزبير "أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب، فكان يصلي بالرحال وكان تميم" بن أوس ابن خارجة "الداري" الصحابي الشهير، أسلم سنة تسع وأقام بالمدينة إلى أن قتل عثمان، فسكن بيت المقدس حتى مات سنة أربعين "يصلي بالنساء" ورواه محمد بن نصر في كتاب قيام الليل من هذا الوجه، فقال سليمان بن أبي حثمة بدل تميم.
قال الحافظ: ولعل ذلك كان في وقتين "وفي الموطأ" عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد أنه قال: "أمر عمر" بن الخطاب "أبي بن كعب وتميما الداري" بالألف عند أكثر رواة الموطأ، ومنهم: ابن القاسم والقعنبي، ورواه يحيى الأندلسي ويحيى بن بكير وغيرهما الديري، بالياء، وكلاهما صواب لاجتماع الوصفين له، فبالألف نسبة إلى جده الأعلى الدار بن هانئ، وبالياء نسبة إلى دير كان فيه تميم قبل إسلامه، "أن يقوما للناس في رمضان" بإحدى عشرة ركعة، وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي وما كنا ننصرف إلا في فروغ الفجر، هذا بقيته في الموطأ إلا أنه ليس فيه لفظ في رمضان، فلعل أصل عبارة المصنف، أي: في رمضان بأي التفسيرية.
"وروى البيهقي بإسناد صحيح" عن السائب بن يزيد، "أن الناس كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة، قال الحليمي: والسر" أي: الحكمة

الصفحة 578