كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

قال: "الدين". رواه البخاري.
وفي رواية الحكيم الترمذي في طبقة البخاري من طريق أخرى في هذا الحديث، فقال أبو بكر: علام تأولت هذا يا رسول الله؟
قالوا و"الثدي" بالمثلثة وكسر الدال وتشديد الياء، جمع ثدي، بفتح ثم سكون، والمعنى: أن القميص قصير جدا بحيث لا يصير من الحلق إلى نحو السرة بل فوقها.
وقوله: "ومنها ما يبلغ دون ذلك" يحتمل أن يريد به من جهة السفل، وهو الظاهر فيكون أطول، ويحتمل أن يكون دونه من جهة العلو فيكون أقصر، ويؤيد الأول ما في رواية الحكيم الترمذي المذكورة: "فمنهم من كان قميصه إلى سرته، ومنهم من كان قميصه إلى ركبته -بالإفراد- ومنهم من كان قميصه إلى أنصاف ساقيه".
__________
"بالنصب ويجوز الرفع"، "رواه البخاري" في التعبير في موضعين، وقبله في المناقب وقبله في الإيمان، ورواه مسلم في الفضائل، كلاهما من طرق تدور على ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل، عن أبي سعيد.
"وفي رواية الحكيم الترمذي" محمد بن علي "من طبقة البخاري من طريق أخرى في" روايته "هذا الحديث: فقال أبو بكر الصديق: علام" أي على أي معنى "تأولت هذا" المنام "يا رسول الله؟ " ففيه بيان أنه السائل، فالجمع في قوله: قالوا. كأنه لما سكتوا عن سؤاله، فكأنهما "قالوا: والثدي: بضم المثلثة وكسر الدال وتشديد الياء جمع ثدي بفتح ثم سكون" كما رواه أبو ذر في التعبير في الموضعين وفي المناقب، ورواه غيره في الثلاثة بالإفراد، وأما في الإيمان، فرواه أبو ذر بالإفراد، وغيره بالجمع، كما أفاده المصنف، "والمعنى أن القميص قصير جدا، بحيث لا يصير" أي لا يمتد، وفي نسخة: أي لا يستر، وفي الفتح، وتبعه المصنف في الشرح، بحيث لا يصل "من الحلق إلى نحو السرة بل فوقها" والمعنى واحد على الجميع.
"وقوله: "ومنها ما يبلغ دون ذلك". يحتمل أن يريد به" أي بالدون "من جهة السفل، وهو الظاهر، فيكون أطول" مما يبلغ الثدي، "ويحتمل أن يكون دونه من جهة العلو، فيكون أقصر" أي لم يبلغ الثدي.
"ويؤيد الأول ما في رواية الحكيم الترمذي المذكورة": "فمنهم من كان قميصه إلى سرته -بضم السين- ومنهم من كان قميصه إلى ركبته -بالإفراد- ومنهم من كان قميصه إلى

الصفحة 68