كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

وإذا اختار أبقاه فلما ألبس الله المؤمنين لباس الإيمان واتصفوا به كان الكامل في ذلك سابغ الثوب، ومن لا فلا، وقد يكون نقص الثوب بسبب نقص الإيمان، وقد يكون سبب نقص العمل.
وفي الحديث: إن أهل الدين يتفاضلون في الدين بالقلة والكثرة، والقوة والضعف، وهذا من أمثلة ما يحمد في المنام ويذم في اليقظة شرعا، أعني جر القميص، لما ورد من الوعيد في تطويله.
ومن ذلك رؤيته عليه الصلاة والسلام السوارين الذهب في يده الشريفة وتعبيرهما بالكذابين.
روى البخاري عن عبيد الله بن عبد الله قال: سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرها فقال ابن عباس ذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا
__________
الدين، وإن كان قبيحا فلابسه ناقص الدين.
"قال: والنكتة في القميص أن صاحبه إذا اختار" نزعه "نزعه" "بفتحات" جواب إذا وما قدرته "بفتح فسكون" مفعول اختار، "وإذا اختار" بقاءه "أبقاه، فلما ألبس الله المؤمنين لباس الإيمان واتصفوا به كان الكامل في ذلك سابغ الثوب" أي طويله "ومن لا فلا، وقد يكون نقص الثوب بسبب نقص الإيمان" لأنه يزيد وينقص على المذهب المنصور، "وقد يكون بسبب نقص العمل" وإن كان كامل الإيمان.
"وفي الحديث" من الفوائد إفادة "أن أهل الدين يتفاضلون في الدين بالقلة والكثرة والقوة والضعف" ولذا بوب عليه البخاري تفاضل أهل الإيمان في الأعمال، "وهذا من أمثلة ما يحمد في المنام، ويذم في اليقظة شرعا، أعني جر القميص لما ورد من الوعيد في تطويله" بنحو خبر: "لا ينظر الله إلى من يجر إزاره خيلاء". وفيه أيضا مشروعية تعبير الرؤيا وسؤال العالم بها عن تعبيرها، ولو كان هو الرائي، وفيه الثناء على الفاضل بما فيه لإظهار منزلته عند السامعين، ومحله إذا أمن عليه الفتنة بالمدح، كالإعجاب وفضيلة عمر ظاهره، "ومن ذلك: رؤيته عليه الصلاة والسلام السوارين الذهب في يده الشريفة وتعبيرهما بالكذابين".
"روى البخاري" في التعبير وقبله في المغازي، "عن عبيد الله" "بضم العين" "ابن عبد الله" بفتحها" ابن عتبة بن مسعود، أحد الفقهاء، "قال: سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرها" في شأن مسيلمة الكذاب.
وعند البخاري في المغازي: أن مسيلمة قدم المدينة، فأتاه صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس، وفي يده صلى الله عليه وسلم قضيب، فكلمه، فقال له مسيلمة: إن شئت خلينا بينك وبين الأمر، ثم جعلته لنا بعدك،

الصفحة 71