كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

وجوهها فهو مكروه، وقال غيره: ثوران الرأس يؤول بالحمى لأنها تثير البدن بالاقشعرار وبارتفاع الرأس، لا سيما من السوداء لأنها أكثر اسيتحاشا.
ومن ذلك: رؤيته عليه الصلاة والسلام أنه في درع حصينة وبقرا ينحر وتعبير ذلك.
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت من المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة
__________
بالحمى، لأنها تثير البدن بالاقشعرار وبارتفاع الرأس، لا سيما من السوداء، لأنها أكثر استيحاشا" وعبارة الحافظ في حكاية هذا، وقيل: لأن ثوران الشعر من اقشعرار الجسد، ومعنى الاقشعرار: الاستيحاش، فلذلك يخرج ما يستوحش النفوس منه، كالحمى قلت: وكأن مراده بالاستيحاش أن رؤيته موحشة، وإلا فالاقشعرار في اللغة تجمع الشعر وتقبضه وكل شيء تغير عن هيئته، يقال: اقشعر كاقشعرت الأرض بالجدب والنبات من العطش، وقد قال القيرواني: فذكر كلامه استشهادا لما ترجاه وهو حسن.
"ومن ذلك رؤيته عليه الصلاة والسلام أنه في درع حصينة" صفة درع الحديد، لأنها مؤنثة عند الأكثر، "و" رؤيته "بقرا" "بالنصب" في نسخ وهي ظاهرة، وفي أخرى: وبقر بالجر، أي: وفي بقر، أي: مع بقر "ينحر، وتعبير ذلك عن أبي موسى" عبد الله بن قيس الأشعري، "عن النبي صلى الله عليه وسلم" قال: "رأيت في المنام أني أهاجر" بضم الهمزة "من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي" "بفتح الهاء" أي وهمي واعتقادي، قاله عياض وتبعه النووي، وجزم به الحافظ في الهجرة، وقال: هنا قال ابن التين: وبه رويناه والذي عند أهل مكة "بسكون الهاء" قال: ولعل الرواية على نحو قولهم في البحر بحر بالتحريك، ونهر ونهر، وشعر وشعر. انتهى.
وجزم في النهاية "بسكون الهاء" ولعله رواية قليلة، وقد يشعر به قول المصنف في علامات النبوة "بفتح الواو والهاء" وقد تسكن، وبه جزم في النهاية "إلى أنها اليمامة": بلاد الجو بين مكة واليمن، "أو هجر"، "بفتح الهاء والجيم" غير مصروف، قاعدة أرض البحرين، أو بلد باليمن، قاله المصنف.
وفي القاموس: مذكر مصروف، وقد يؤنث بلد باليمن واسم لجميع أرض البحرين، ورواه أبو ذر والأصيلي وابن عساكر الهجر بزيادة أل "فإذا هي" مبتدأ، وإذ للمفأجاة "المدينة" خبر "يثرب" اسمها في الجاهلية، فأتى به للبيان، أي التي تسمونها يثرب، ألا تراه قال قبل المدينة: فلا ينافي نهيه عن تسميتها بذلك، أو كان ذلك قبل نهيه، قاله عياض، قال: وفيه خروج الرؤيا على وجهها لهجرته صلى الله عليه وسلم إلى أرض بها نخل، وهي المدينة.

الصفحة 79