كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

شخصا بسيف فإنه يبسط لسانه فيه، ومن رأى أنه يقاتل آخر وسيفه أطول من سيفه فإنه يغلبه ومن رأى سيفا عظيما فهو فتنة، ومن قلد سيفا قلد أمرا، فإن كان قصيرا لم يدم أمره.
ومن ذلك: رؤياه عليه الصلاة والسلام أنه على قليب.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم، رأيت أني على قليب، عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم استحالت غربا فأخذها
__________
بسيف، فإنه يبسط لسانه فيه، ومن رأى أنه يقاتل آخر وسيفه أطول من سيفه فإنه يغلبه، ومن رأى سيفا عظيما، فهو فتنة، ومن قلد سيفا قلد أمرا، فإن كان قصيرا لم يدم أمره" وإن رأى أنه يجر حمائله، فإنه يعجز عنه كما في الفتح.
"ومن ذلك رؤياه عليه الصلاة والسلام أنه على قليب" "بفتح القاف وكسر اللام وسكون التحتية وموحدة" بئر لم يطو، "عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم" قال: "بينا" بغير ميم، كما قال المصنف في مواضع: "أنا نائم رأيت على قليب" بئر مقلوب ترابها قبل الطي، هكذا رواه سعد بن المسيب عن أبي هريرة.
وفي رواية همام، عنه: على حوض أسقي الناس، وجمع بأن الحوض هو الذي يجعل بجانب البئر لتشرب منه الإبل، فلا منافاة، وكأنه كان يملأ من البئر، فيسكب في الحوض والناس يتناولون الماء لأنفسهم ولبهائمهم "وعليها دلو، فنزعت"، "بسكون العين"، "منها ما شاء الله" أن أنزع، "ثم أخذها ابن أبي قحافة"، "بضم القاف وخفة المهملة فألف ففاء" أبو بكر الصديق عبد الله ن عثمان رضي الله عنهما، "فنزع" أخرج "منها" من البئر "ذنوبا أو ذنوبين"، "بفتح المعجمة" فيهما الدلو الممتلئ، والشك من الراوي، هكذا رواه الأكثر.
وفي رواية همام وأبي يونس مولى أبي هريرة عند مسلم، كلاهما عن أبي هريرة: ذنوبين بلا شك.
قال الحافظ في المناقب: اتفق من شرح هذا الحديث على أن ذكر الذنوب إشارة إلى مدة خلافته، وفيه نظر؛ لأنه ولي سنتين وبعض سنة، فلو كان ذلك المراد، لقال: ذنوبين أو ثلاثة، والذي يظهر أن ذلك إشارة إلى ما فتح في زمانه من الفتوح الكبار، وهي ثلاثة ولذا لم يتعرض في ذكر عمر إلى عدد ما نزعه من الدلاء، وإنما وصف بالعظمة إشارة إلى كثرة ما وقع في خلافته من الفتوحات، وفي الأم للشافعي: معنى قوله: "وفي نزعه ضعف" قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب لأهل الردة عن الافتتاح والازدياد، الذي بلغه عمر في طول مدته، فجمع ما

الصفحة 87