كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

ما شاء الله تعالى، ثم ترك السؤال، فكان يعبر لمن قص متبرعا. واختلف النقلة في سبب تركه السؤال:
فقيل: سبب ذلك حديث أبي بكرة -عند الترمذي وأبي داود- أنه صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: "من رأى منكم رؤيا"؟ , فقال رجل: أنا يا رسول الله! رأيت كأن ميزانا نزل من السماء، فوزنت أنت وأبي بكر فرجحت أنت بأبي بكر، ووزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان فرجح عمر، ثم رفع الميزان. فرأينا الكراهة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: فمن حينئذ لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أحدًا عن رؤيا.
قال بعضهم: وسبب كراهته عليه الصلاة والسلام إيثاره لستر العواقب وإخفاء المراتب، فلما كانت هذه الرؤيا كاشفة لمنازلهم مبينة لفضل بعضهم على بعض
__________
يعمل بما فيه بالنهار، يعمل به إلى يوم القيامة، أي ما رأيت" الحديث، رواه البخاري مطولا في التعبير من طريق عوف، وقبله في الجنائز من طريق جرير بن أبي حازم، كلاهما عن أبي رجاء، عن سمرة بنحو ورقتين، فذكره بشرحه فيه طول، وبدونه لا فائدة فيه.
"وأقام عليه الصلاة والسلام يسأل أصحابه" بقوله: "هل رأى منكم الليلة أحد رؤيا"؟. "ما شاء الله تعالى" أي مدة مشيئته، "ثم ترك السؤال، فكان يعبر لمن قص" أي لمن ذكر ما رآه له "متبرعا" من غير أن يسأل أحدا.
"واختلف النقلة في سبب تركه السؤال، فقيل: سبب ذلك حديث أبي بكرة" نفيع بن الحارث الثقفي، وقيل: اسمه مسروح، أسلم بالطائف، ثم نزل بالبصرة ومات بها سنة إحدى أو اثنتين وخمسين.
"عند الترمذي وأبي داود أنه صلى الله عليه وسلم" كان يعجبه الرؤيا الصالحة ويسأل عنها، وأنه "قال ذات يوم: "من رأى منكم رؤيا"؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله" رأيت رؤيا، "رأيت كأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت بأبي بكر ووزن".
وفي رواية: ثم وزن "أبو بكر وعمر، فرجح أبو بكر" على عمر "ووزن عمر وعثمان، فرجح عمر" على عثمان، هكذا في نسخ صحيحة، وفي بعضها: فرجح عثمان بنصبه مفعول رجح وفاعله مستتر، أي: فرجح عمر عثمان، "ثم رفع الميزان، فرأينا الكراهة" ظهرت "في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وفي رواية: فانساء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "خلافة نبوة, ثم يؤتي الله الملك من يشاء". "قالوا: فمن حيئنذ لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أحدا عن رؤيا".
"قال بعضهم: وسبب كراهته عليه الصلاة والسلام إيثاره لستر العواقب وإخفاء

الصفحة 95