كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

إليه إكراما له، وإذا أمام ذلك شيخ كأنكم تقتدون به، وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف، وإذا أنت كأنك تبعثها يا رسول الله.
قال: فانتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة، ثم سري عنه، فقال: "أما ما رأيت من الطريق الرحب اللاحب السهل، فذلك ما حملتكم عليه من الهدى، فأنتم عليه، وأما المرج الذي رأيت فالدنيا وغضارة عيشها، لم نتعلق بها ولم تردنا ولم نردها، وأما الرعلة الثانية والثالثة -وقص كلامه- فإن لله وإنا إليه راجعون، وأما أنت فعلى طريقة صالحة، فلن تزال عليها حتى تلقاني، وأما المنبر فالدنيا سبعة آلاف سنة، أنا في آخرها ألفا، وأما الرجل الطويل الآدم فذلك موسى، نكرمه بفضل كلام الله إياه، وأما الرجل الربعة التار فذلك عيسى عليه السلام نكرمه بفضل منزلته من الله، وأما
__________
وإذا عن يسارك رجل ربعة"، "بفتح الراء وسكون الموحدة" وقد تفتح، أي ليس بالطويل ولا بالقصير "تار"، "بفوقية فألف فراء ثقيلة"، "أي مسترخ من جوع أو غيره، "أحمر كثير خيلان" جمع خال، أي شامات "الوجه".
زاد في رواية: كأنه حمم شعره بالماء، "إذا هو تكلم أصغيتم" أملتم سمعكم ورأسكم "إليه" تسمعوا كلامه "إكراما له، وإذا أمام" قدام "ذلك شيخ كأنما تقتدون به، وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء"، "بفتح العين المهملة وسكون الجيم ففاء فهمز ومد" مهزولة "شارف"، "بمعجمة فألف فراء ففاء" أي مسنة "وإذا أنت كأنك تبعثها يا رسول الله! قال: فانتقع"، "بنون ففوقية فقاف" مبني للمجهول، أي تغير "لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة" قطعة من الزمان "ثم سري" أي كشف "عنه، فقال": "أما ما رأيت من الطريق الرحب اللاحب السهل فذلك" أي تعبيره "ما حملتكم عليه من الهدى، فأنتم عليه، وأما المرج الذي رأيت فلدنيا وغضارة"، "بفتح المعجمتين فألف فراء فتاء تأنيث" طيب "عيشها" ولذاته وخصبه، "لم نتعلق بها ولم تردنا ولم نردها".
كذا في رواية ابن قتيبة، وفي رواية غيره: "مضيت أنا وأصحابي، لم نتعلق منها، ولم تتعلق منا ولم نردها". "وأما الرعلة الثانية والثالثة". "وقص" أي: ذكر "كلامه". "فإنا لله وإنا إليه راجعون" أسف من تهافتهم على الدنيا وانهماكهم عليها فاسترجع "وأما أنت فعلى طريقة صالحة، فلن تزال عليها حتى تلقاني" تعبير لقوله: لزمت الطريق حتى أتيت أقصى المرج فإذا أنا بك. "وأما المنبر، فالدنيا سبعة آلاف سنة، أنا في آخرها ألفا، وأما الرجل الطويل الآدم، فذلك موسى نكرمه" نحن، أي: نعظمه "بفضل كلام الله إياه" مثله في رواية ابن قتيبة.
وفي رواية غيره: "فذلك موسى إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام الله تعالى إياه". وهذا

الصفحة 98