كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 10)
[إليّ] جوابا. فقلت: أنا [معها] [1] والله كما قال الشاعر:
فو الله يا سلمى لقد طال موقفي [2] ... على غير شيء يا سليمى أراقبه
فضحك الرشيد حتى استلقى. وقَالَ: ويحك يا عبد الملك، ابن ست وتسعين سنة يعشق؟ قُلْتُ: قد كان هذا يا أمير المؤمنين، فَقَالَ: يا عباسي، أعط عبد الملك مائة ألف درهم ورده إلى مدينة السلام، فانصرفت، فإذا خادم يحمل شيئا ومعه جارية تحمل شيئا [3] فقال: أنا رسول بنتك- يعني الجارية التي وصفتها- وهذه جاريتها [4] ، وهي تقرأ عليك السلام وتقول لك [5] : إن أمير المؤمنين أمر لي بمال وثياب [6] وهذا نصيبك منهما. فإذا المال ألف دينار، وهي تقول: لن نخليك من المواصلة بالبر، فلم تزل تتعهدني بالبر الواسع حتى كانت فتنة محمد، فانقطعت أخبارها عني. وأمر لي الفضل ابن الربيع من ماله بعشرة آلاف درهم [7] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَزَّازِ قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال:
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين المازني قَالَ: حدثنا المعافى بن زكريا الجريري، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم الكوكبي قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قَالَ:
قال الأصمعي: دخلت عَلَى جعفر بن يحيى بن خالد يوما فقال لي: يا أصمعي، هل لك من زَوْجَة؟ قلت: لا، قَالَ: فجارية؟ قلت: جارية للمهنة. قَالَ: هل لك أن أهبك جارية نظيفة، قُلْتُ: إني لمحتاج إلى جارية [8] فأمر بإخراج جارية في غاية الحسن والجمال والظرف، فقال لها: قد وهبتك لهذا، وقال: يا أصمعي خذها، فشكرته، فبكت الجارية، وقالت: يا سيدي، / تدفعني إلى هذا الشيخ مع ما أرى من سماجته
__________
[1] ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ بغداد.
[2] في ت، تاريخ بغداد: «اقامتي» .
[3] «ومعه جارية تحمل شيئا» ساقطة من ت.
[4] في ت: «جائزتها» .
[5] «لك» ساقطة من ت.
[6] «وثياب و» ساقطة من ت.
[7] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 10/ 410- 413.
[8] في ت: «إلى ذلك» .