@ 363 @
ان ترسي ببلد خصمه وهم كذلك إلى الآن وكان خوارزمشاه يصيف بنواحي سمرقند لأجل التتر أصحاب كشلي خان لئلا يقصد بلاده وكان سريع السير إذا قصد جهة سبق خبره
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة قتل مؤيد الملك الشحري وكان قد وزر لشهاب الدين الغوري ولتاج الدين الدز بعده وكان حسن السيرة جميل الاعتقاد محسنا إلى العلماء وأهل الخبر يزورهم ويبرهم ويحضر الجمعة ماشيا وكان سبب قتله أن بعض عسكر الدركرهوه وكان كل سنة يتقدم الى البلاد الحارة بين يدي الدز أول الشتاء فسار هذه كعادته فجاء اربعون نفرا أتراكا قالوا له السلطان يقول لك تحضر جريدة في عشر نفر لمهم تجدد فسار معهم جريدة في عشر مماليك فلما وصلوا الى نهوند بالقرب من ماء السند قتلوه وهربوا ثم إنهم ظفر بهم خوارزمشاه محمد فقتلهم
وفيها في رجب توفي الركن أبو منصور عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الجيلي البغدادي بغداد وكان قد ولي عدة ولايات وكان يتهم بمذهب الفلاسفة حتى انه رأى أبوه يوما عليه قميصا بخاريا فقال ما هذا القميص فقال بخاري فقال أبوه هذا عجب ما زلنا نسمع مسلم والبخاري وأما كافر والبخاري ما سمعنا وأخذت كتبه قبل موته بعدة سنين وأظهرت في ملأ من الناس ورؤي فيها من تبخير النجوم ومخاطبة زحل بالإلهية وغير ذلك من الكفريات ثم احرقت بباب العامة وحبس ثم افرج عنه بشفاعة أبيه واستعمل بعد ذلك
وفيها ايضا توفي ابو العباس احمد بن هبة الله بن العلاء والمعروف بابن الزاهد ببغداد وكان عالما بالنحو واللغة
وفي شعبان منها توفي ابو المظفر محمد بن علي بن ألبل اللوري الواعظ ودفن برباط على نهر عيسى ومولده سنة عشر وخمسمائة
وفي شوال منها توفي عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وكان من فضلاء المحدثين وله سبع وثمانون نة