كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 370 @
الملك الظاهر لا يقدر ان يتعرض إليه فلما توفي ملكها كيكاوس ملك الروم كما نذكره إن شاء الله تعالى انتقلت الى شهاب الدين وما اقبح بالملوك وابناء الملوك ان يكون الرجل الغريب المنفرد احسن سيرة واعف من اموال الرعية وأقرب إلى الخير منهم ولا اعلم اليوم في ولاة امور المسلمين احسن سيرة منه فالله يبقيه ويدفع عنه فلقد بلغني عنه كل حسن وجميل
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة في المحرم وقع بالبصرة برد كثير وهو مع كثرته عظيم القدر قيل كان اصغره مثل النارنجة الكبيرة وقيل في أكبره ما يستحي الانسان ان يذكره فكسر كثيرا من رؤوس النخيل وفي المحرم ايضا سير الخليفة الناصر لدين الله ولدي ابنه المعظم علي الى تستر وهما المؤيد والموفق وسار معهما مؤيد الدين النائب عن الوزارة وعز الدين الشرابي فأقاما بها يسيرا ثم عاد الموفق مع الوزير والشرابي إلى بغداد أواخر ربيع الآخر
وفيها في صفر هبت ببغداد ريح سوداء شديدة كثيرة الغبار والقيام وألقت رملا كثيرا وقلعت كثيرا من الشجر فخاف الناس وتضرعوا ودامت من العشاء الآخرة الى ثلث الليل وانكشفت
وفيها توفي التاج زيد بن الحسن بن زيد الكندي أبو اليمن البغدادي المولد والمنشأ انتقل بالشام فأقام بدمشق وكان إماما في النحو واللغة وله الاسناد العالي في الحديث وكان ذا فنون كثيرة من انواع العلوم رحمه الله

الصفحة 370