@ 381 @
الأزج بسبب قتل سبع وزاد الشر بينهم واقتتلوا فجرح بينهم كثير فحضر نائب الباب وكفهم عن ذلك فلم يقبلوا ذلك واسمعوه يكره فأرسل من الديوان امير من مماليك الخليفة فرد أهل كل محلة الى محلتهم وسكنت الفتنة
وفيها كثر الفار ببلدة دجيل من اعمال بغداد فكان الانسان لا يقدر أن يجلس إلا معه عصا يرد الفار عنه وكان يرى الكثير منه ظاهرا يتبع بعضه بعضا
وفيها زادت دجلة زيادة عظيمة لم يشاهد في قديم الزمان مثلها وأشرفت بغداد على الغرق فركب الوزير وكافة الأمراء والأعيان وجمعوا الخلق العظيم من العامة وغيرهم لعمل القورج حول البلد وقلق الناس لذلك وانزعجوا وعاينوا الهلاك واعدوا السفن لينجوا فيها وظهر الخليفة للناس وحثهم على العمل وكان مما قال لهم لو كان يفدى ما أرى بمال او غيره لفعلت ولو دفع بحرب لفعلت ولكن أمر الله لا يرد ونبع الماء من البلاليع والآبار من الجانب الشرقي وغرق كثير منه وغرق مشهد أبي حنيفة وبعض الرصافة وجامع المهدي وقربة الملكية والكشك وانقطعت الصلاة بجامع السلطان وأما الجانب الغربي فتهدم اكثر القرية ونهر عيسر والشطيات وخربت البساتين ومشهد باب التين ومقبرة احمد بن حنبل والحريم الظاهري وبعض باب البصرة والدور التي على نهر عيسى واكثر محلة قطفتا
وفيها توفي احمد بن ابي الفضائل عبد المنعم بن أبي البركات محمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن سعيد بن أبي الخير الميهني الصوفي ابو الفضل شيخ رباط الخليفة ببغداد وكان صالحا من بيت التصوف والصلاح