@ 385 @
بظاهرها لما ذكرناه من تعرض كيكاوس ملك بلاد الروم التي بيد المسلمين قونية وغيرها الى اعمالها وملكوا بعض قلاعها فأرسل الى مظفر الدين يقبح هذه الحالة ويقول له إن هذه القاعدة تقررت بين جميعنا بحضور رسلك واننا نكون على الناكث الى ان يرجع الى الحق ولا بد من اعادة ما اخذ من بلد الموصل لندوم على اليمين التي استقرت بيننا فإن امتنعت واصررت على معاضدة زنكي ونصرته فأنا اجيء بنفسي وعساكري واقصد بلادك وغيرها واسترد ما اخذتموه واعيده الى اصحابه والمصلحة انك توافق وتعود الى الحق لنجعل شغلنا جمع العساكر وقصد الديار المصرية واجلاء الفرنج عنها قبل ان يعظم خطبهم ويستطير شرهم فلم تحصل بالاجابة منه الى شيء من ذلك وكان ناصر الدين محمود صاحب الحصن وآمد قد امتنع عن موافقة الاشرف وقصد بعض بلاده ونهبها وكذلك صاحب ماردين واتفقا مع مظفر الدين فلما رأى الأشرف ذلك جهز عسكرا وسيره الى نصيبين نجدة لبدر الدين إن احتاج إليهم
$ ذكر انهزام عماد الدين زنكي من العسكر البدري $
لما عاد العسكر البدري من حصار العمادية وبها زنكي كما ذكرناه قويت نفسه وفارقها وعاد الى قلعة العقر التي له ليتسلط على اعمال الموصل بالصحراء فإن بلد الجبل كان قد فرغ منه وأمده مظفر الدين بطائفة كثيرة من العسكر فلما اتصل الخبر ببدر الدين سير طائفة من عسكره الى اطراف بلد الموصل يحمونها فأقاموا على اربعة فراسخ من الموصل ثم إنهم اتفقوا بينهم على المسير الى زنكي وهو عند العقر في عسكره ومحاربته ففعلوا ذلك ولم يأخذوا أمر بدر الدين بل اعلموه بمسيرهم جريدة ليس معهم إلا سلاحهم ودواب يقاتلون عليها فساروا ليلتهم وصبحوا زنكي بكرة الأحد لأربع بقين من المحرم من سنة ست عشرة وستمائة فالتقوا واقتتلوا تحت العقر وعظم الخطب فأنزل الله نصره على العسكر البدري فانهزم عماد الدين وعسكره وسار الى إربل منهزما وعاد العسكر البدري إلى منزلته التي كان بها وحضرت الرسل من الخليفة الناصر لدين الله ومن الملك الأشرف في تجديد الصلح فاصطلحوا وتحالفوا بحضرة الرسل