@ 390 @
ويقع الاشتغال بجهاد الفرنج وطال الحديث في ذلك نحو شهرين ثم رحل الأشرف يريد مظفر الدين صاحب إربل فوصل الى قرية السلامية بالقرب من نهر الزاب وكان مظفر الدين نازلا عليه من جانب إربل فأعاد الرسل
وكان العسكر قد طال بيكاره والناس قد ضجروا وناصر الدين صاحب آمد يميل بهواه إلى مظفر الدين فأشار بالاجابة الى ما بذل وأعانه عليه غيره فوقعت الاجابة اليه واصطلحوا على ذلك وجعل لتسليمها أجل
وحمل زنكي إلى الملك الأشرف يكون عنده رهينة إلى حين تسليم القلاع وسلمت قلعة العقر وقلعة شوش أيضا وهما لزنكي إلى نواب الأشرف رخنا على تسليم ما استقر من القلاع فإذا سلمت أطلق زنكي وأعيد عليه قلعة العقر شوش وحلفوا على هذا وسلم الأشرف إلى زنكي القلعتين وعاد إلى سنجار وكان رحيله عن الموصل ثاني شهر رمضان من سنة سبع عشرة وستمائة فأرسلوا إلى القلاع لتسلم إلى نواب بدر الدين فلم يسلم إليه غير قلعة جل صورا من أعمال الهكارية وأما باقي القلاع فإن جندها أظهروا الاماتناع من ذلك ومضى الأجل ولم يسلم الأجل صورا ولزم عماد الدين زنكي لشهاب الدين غازي بن الملك العادل وخدمه وتقرب إليه فاستعطف له أخاه الملك الأشرف فمال إليه وأطلقه وأزال نوابه من قلعة العقر وشوش وسلمها إليه وبلغ بدر الدين عن الملك الأشرف ميل إلى قلعة تل يعفر وأنها كانت لسنجار من قديم الزمان وحديثه وطال الحديث في ذلك فسلمها إليه بدر الدين
$ ذكر عود قلاع الهكارية والزوزان الى بدر الدين $
لما ملك زنكي قلاع الهكارية والزوزان لم يفعل مع اهلها ماظنوه من الاحسان والإنعام بل فعل ضده وضيق عليهم وكان يبلغهم افعال بدر الدين مع جنده ورعاياه وإحسانه اليهم وبذله الأموال لهم وكانوا يريدون العود اليه ويمنعهم الخوف منه لما اسلفوه من ذلك فلما كان الآن اعلنوا بما فعل معهم فأرسلوا الى بدر الدين في المحرم سنة ثمان عشرة وستمائة في التسليم إليه وطلبوا منه اليمين والعفو عنهم وذكروا شيئا من اقطاع تكون لهم فأجابهم إلى ذلك وأرسل إلى الملك الأشرف يستأذنه في ذلك فلم يأذن له وعاد زنكي من عند الأشرف فجمع جموعا وحصر قلعة العمادية فلم يبلغ منهم غرضا واعادوا مراسلة بدر الدين التسليم اليه فكتب الى