@ 401 @
الله تعالى ونصره عليهم وقد ذكرناه سنة أربع عشرة وستمائة
ومنها أن الذي سلم من هاتين الطائفتين فالسيف بينهم مسلول والفتنة قائمة على ساق وقد ذكرناه أيضا فإنا لله وإنا إليه راجعون نسأل الله أن ييسر للإسلام والمسلمين نصرا من عنده فإن الناصر والمعين والذاب عن الإسلام معدوم { وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال } فإن هؤلاء التتر إنما استقام لهم هذا الأمر لعدم المانع وسبب عدمه أن خوارزمشاه محمدا كان قد استولى على البلاد وقتل ملوكها وأفناهم وبقي هو وحده سلطان البلاد جميعها فلما انهزم منهم لم يبق في البلاد من يمنعهم ولا من يحميها { ليقضي الله أمرا كان مفعولا } وهذا حين نذكر ابتداء خروجهم إلى البلاد
$ ذكر خروج التتر إلى تركستان وما وراء النهر وما فعلوه $
في هذه السنة ظهر التتر إلى بلاد الإسلام وهم نوع كثير من الترك ومساكنهم جبال طمغاج من نحو الصين وبينها وبين بلاد الإسلام ما يزيد على ستة أشهر وكان السبب في ظهورهم أن ملكهم ويسمى بجنكزخان المعروف بتموجين كان قد فارق بلاده وسار إلى نواحي تركستان وسير جماعة من التجار والأتراك ومعهم شيء كثير من النقرة والقندر وغيرهما إلى بلاد ما وراء النهر سمرقند وبخارا ليشتروا له ثيابا للكسوة فوصلوا إلى مدينة من بلاد الترك تسمى أوترار وهي آخر ولاية خوارزمشاه وكان له نائب هناك فلما وردت عليه هذه الطائفة من التتر أرسل إلى خوارزمشاه يعلمه بوسولهم ويذكر له ما معهم من الأموال فبعث إليه خوارزمشاه يأمر بقتلهم وأخذ ما معهم من الأموال وإنفاذه إليه فقتلهم وسير ما معهم وكان شيئا كثيرا فلما وصل إلى خوارزمشاه فرقه على تجار بخارا وسمرقند وأخذ ثمنه منهم وكان بعد أن ملك ما وراء النهر من الخطا قد سد الطرق عن بلاد تركستان وما بعدها من البلاد وأن طائفة من التتر أيضا كانوا قد خرجوا قديما والبلاد للخطا فلما ملك خوارزمشاه البلاد بما وراء النهر من الخطا وقتلهم واستولى هؤلاء التتر على تركستان كاشغار وبلاساغون وغيرها وصاروا يحاربون عساكر خوارزمشاه فلذلك منع الميرة عنهم من الكسوات