كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 407 @
منزلة نزلوها فوصل إلى مرسى من بحر طبرستان تعرف باب سكون وله هناك قلعة في البحر فلما نزل هو وأصحابه في السفن وصلت التتر فلما رأوا خوارزمشاه وقد دخل البحر وقفوا على ساحل البحر فلما أيسوا من لحاق خوارزمشاه رجعوا فهم الذين قصدوا الري وما بعدها على ما نذكره إن شاء الله هكذا لي بعض الفقهاء ممن كان ببخارى وأسروه معهم إلى سمرقند ثم نجا منهم ووصل إلينا وذكر غيره من التجار أن خوارزم شاه سار من مازندران حتى وصل إلى الري ثم منها إلى همذان والتتر أثره ففارق همذان في نفر يسير جريدة ليستر نفسه ويكتم خبره وعاد إلى مازندران وركب في البحر إلى هذه القلعة وكان هذا هو الصحيح فإن الفقيه كان حينئذ مأسورا وهؤلاء التجار أخبروا أنهم كانوا بهمذان ووصل خوارزمشاه ثم وصل بعده من أخبره بوصول التتر ففارق همذان وكذلك أيضا هؤلاء التجار فارقوها ووصل التتر إليها بعدهم ببعض نهارفهم يخبرون عن مشاهدة ولما وصل خوارزمشاه إلى هذه القلعة المذكورة توفي فيها
$ ذكر صفة خوارزمشاه وشيء من سيرته $
هو علاء الدين محمد بن علاء الدين تكش وكان مدة ملكه أحدى وعشرين سنة وشهورا تقريبا واتسع ملكه وعظم محله وأطاعه العالم بأسره ولم يملك بعد السلجوقية أحد مثل ملكه فإنه ملك من حد العراق إلى تركستان وملك بلاد غزنة وبعض الهند وملك سجستان وكرمان وطبرستان وجرجان وبلاد الجبال وخراسان وبعض فارس وفعل بالخطا الأفاعيل العظيمة وملك بلادهم وكان فاضلا عالما بالفقه والأصول وغيرهما وكان مكرما للعلماء محبا لهم محسنا إليهم يكثر مجالستهم ومناظراتهم بين يديه وكان صبورا على التعب وإدمان السير غير متنعم ولا مقبل على اللذات إنما همه في الملك وتدبيره وحفظه وحفظ رعاياه وكان معظما لأهل الدين مقبلا عليهم متبركا بهم
حكى لي بعض خدم حجرة النبي وقد عاد من خراسان قال وصلت الى خوارزم فنزلت ودخلت الحمام ثم قصدت باب السلطان علاء الدين فحين حضرت لقيني إنسان فقال ما حاجتك فقلت له أنا من خدم حجرة النبي فأمرني

الصفحة 407