كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 409 @

$ ذكر وصول التتر الى الري وهمذان $
في سنة سبع عشرة وستمائة وصل التتر لعنهم الله الى الري في طلب خوارزمشاه محمد لأنهم بلغهم أنه مضى منهزما منهم نحو الري فجدوا السير في أثره وقد انضاف إليهم كثير من عساكر المسلمين والكفار وكذلك ايضا من المفسدين من يريد النهب والشر فوصلوا الى الري على حين غفلة من اهلها فلم يشعروا إلا وقد وصلوا اليها وملكوها ونهبوها وسبوا الحريم واسترقوا الأطفال وفعلوا الأفعال التي لم يسمع بمثلها ولم يقيموا ومضوا مسرعين في طلب خوارزمشاه فنهبوا في طريقهم كل مدينة وقرية مروا عليها وفعلوا في الجميع اضعاف ما فعلوا في الري وأحرقوا وخربوا ووضعوا السيف في الرجال والنساء والأطفال فلم يبقوا على شيء وتموا على حالهم الى همذان وكان خوارزمشاه قد وصل اليها في نفر من اصحابه ففارقها وكان آخر العهد به فلا يدرى ما كان منه فيما حكاه بعضهم عنه وقيل غير ذلك وقد ذكرناه فلما قاربوا همذان خرج وئيسها ومعه الحمل من الأموال والثياب والدواب وغير ذلك يطلب الأمان لأهل البلد فأمنوهم ثم فارقوها وساروا الى زنجان ففعلوا أضعاف ذلك ثم وصلوا الى قزوين فاعتصم أهلها منهم بمدينتهم فقاتلوهم وجدوا في قتالهم ودخلوها عنوة بالسيف فاقتتلوا هم وأهل البلد في باطنه حتى صاروا يقتتلون بالسكاكين فقتل من الفريقين ما لا يحصى ثم فارقوا قزوين فعد القتلى من أهل قزوين فزادوا على أربعين الف قتيل
$ ذكر وصول التتر إلى أذربيجان $
لما هجم الشتاء على التتر في همذان وبلد الجبل رأوا بردا شديدا وثلجا متراكما فساروا إل أذربيجان ففعلوا في طريفهم بالقرى والمدن الصغار من القتل والنهب مثل ما تقدم منهم وخربوا وأحرقوا ووصلوا الى تبريز وبها صاحب أذربيجان اوزبك بن البهلوان فلم يخرج إليهم ولا حدث نفسه بقتالهم لاشغاله بما هو بصدده من إدمان الشرب ليلا ونهارا لا يفيق وإنما أرسل إليهم وصالحهم على مال وثياب ودواب وحمل الجميع إليهم فساروا من عنده يريدون ساحل البحر لأنه يكون قليل البرد ليشتوا عليه والمراعي به كثيرة لأجل جوابهم فوصلوا الى موفان وتطرفوا في طريقهم الى بلاد

الصفحة 409