@ 411 @
وأذربيجان وقد اتصلوا بالكرج فغلبوهم على بلادهم والعدو الآخر الفرنج قد ظهر من بلادهم في لقصى بلاد الروم بين الغرب والشمال ووصلوا الى مصر فملكوا مثل دمياط وأقاموا فيها ولم يقدر المسلمون على ازعاجهم عنها ولا إخراجهم منها وباقي ديار مصر على خطر فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ومن اعظم الامور على المسلمين ان سلطانهم خوارزمشاه محمدا قد عدم لا يعرف حقيقة خبره فتارة يقال مات عن همذان وأخفي موته وتارى دخل اطراف بلاد فارس ومات هناك وأخفى موته لئلا يقصدها التتر في اثره وتارة يقال عاد الى طبرستان وركب البحر فتوفي في جزيرة هناك وبالجملة فقد عدم ثم صح موته ببحر طبرستان وهذا عظيم مثل خراسان وعراق العجم اصبح سائبا لا مانع له ولا سلطان يدفع عنه والعدو يجوس البلاد يأخذ ما أراد ويترك ما أراد على انهم لم يبقوا على مدينة إلا خربوها وكل ما مروا عليه نهبوه وما لا يصلح لهم احرقوه فكانوا يجمعون الإبريسم تلالا ويلقون فيه النار وكذلك غيره من الامتعة
$ ذكر ملك التتر مراغة $
في صفر سنة ثمان عشر وستمائة ملك التتر مدينة مراغة من أذربيجان وسبب ذلك اننا ذكرنا سنة سبع عشرة وستمائة ما فعله التتر بالكرج وانقضت تلك السنة وهم في بلاد الكرج فلما دخلت سنة ثمان عشرة وستمائة ساروا من ناحية الكرج لأنهم رأوا أن بين أيديهم شوكة قوية ومضايق تحتاج إلى قتال وصراع فعدلوا عنهم وهذه كانت عادتهم إذا قصدوا مدينة ورأوا عندها امتناعا عدلوا عنها فوصلوا الى تبريز وصانعهم صاحبها بمال وثياب ودواب فساروا عنه الى مدينة مراغة فحصروها وليس بها صاحب يمنعها لأن صاحبها كانت امرأة وهي مقيمة بقلعة رويندز وقد قال النبي لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة فلما حصروها قاتلهم أهلها فنصبوا عليها المجانيق وزحفوا اليها وكانت عادتهم اذا قاتلوا مدينة قدموا من معهم من أسارى المسلمين بين ايديهم يزحفون ويقاتلون فإن عادوا قتلوا فكانوا يقتلون كرها وهم المساكين كما قيل كالاشقر إن تقدم ينحر وإن تأخر يعقر وكانوا هم يقاتلون وراء المسلمين فيكون القتل في المسلمين الأسارى وهم بنجوة منه فأقاموا عليها عدة أيام ثم ملكوا المدينة عنوة وقهرا رابع صفر ووضعوا السيف في أهلها فقتل منهم ما