@ 414 @
الغد فاقتتلوا أشد من القتال الأول وقتل أيضا من التتر اكثر من اليوم الأول وجرح الفقيه ايضا عدة جراحات وهو صابر وأرادوا ايضا الخروج في اليوم الثالث فلم يطق الفقيه الركوب وطلب الناس الرئيس العلوي فلم يجدوه وكان قد هرب في سرب صنعه الى ظاهر البلد هو وأهله الى قلعة هناك جبل عال فامتنع فيها فلما فقده الناس بقوا حيارى لا يدرون ما يصنعون إلا أنهم اجتمعت كلمتهم على القتال إلى ان يموتوا فأقاموا في البلد ولم يخرجوا منه وكان التتر قد عزموا على الرحيل لكثرة من قتل منهم فلما لم يروا أحدا خرج إليهم من البلد طمعوا واستدلوا على ضعف أهله فقصدوهم وقاتلوهم في رجب من سنة ثمان عشرة وستمائة ودخلوا المدينة بالسيف وقاتلهم الناس في الدروب فبطل السلاح للزحمة واقتتلوا بالسكاكين فقتل من الفريقين ما لا يحصيه إلا الله تعالى وقوي التتر على المسلمين فأفنوهم قتلا ولم يسلم الا من كان عمل له نفقا يختفي فيه وبقي القتل في المسلمين عدة أيام ثم ألقوا النار في البلد فأحرقوه ورحلوا عنها إلى مدينة أردويل
وقيل كان السبب في ملكها أن اهل البلد شكوا الى الرئيس الشريف ما يفعل بهم الكفار أشار عليهم بمكاتبة الخليفة لينفذ اليهم عسكرا مع أمير يجمع كلمتهم فاتفقوا على ذلك فكتب الى الخليفة ينهي إليه ما هم عليه من الخوف والذل وما يركبهم به العدو من الصغار والخزي ويطلب نجدة ولو ألف فارس من أمير يقاتلون معه ويجتمعون عليه فلما سار القصاد بالكتب أرسل بعض من علم بالحال الى التتر يعلمهم ذلك فأرسلوا الى الطريق فأخذوهم واخذوا الكتب منهم وأرسلوا الى الرئيس ينكرون عليه الحال فجحد فأرسلوا اليه كتبه والجماعة فسقط في أيديهم وتقدم اليهم التتر حينئذ وقاتلوهم وجرى في القتال كما ذكرنا
$ ذكر مسير التتر الى اذربيجان وملكهم أردويل وغيرهم $
لما فرغ التتر من همذان ساروا الى اذربيجان فوصلوا الى اردويل فملكوها وقتلوا فيها واكثروا وخربوا أكثرها وساروا منها إلى تبريز وكان قد قام بأمرها شمس الدين الطغرائي وجمع كلمة أهلها وقد فارقها صاحبها أوزبك بن البهلوان وكان أميرا مختلفا لا يزال منهمكا في الخمر ليلا ونهارا يبقى الشهر والشهرين لا يظهر وإذا سمع هيعة طار مجفلا لها وله جميع أذربيجان وأران وهو اعجز خلق الله عن البلاد من