@ 415 @
عدو يريدها ويقصدها فلما سمع بمسير التتر من همذان فارق هو تبريز وقصد نقجوان وسير أهله ونساءه إلى خوى ليبعد عنهم فقام هذا الطغرائي بأمر البلد وجمع الكلمة وقوى نفوس الناس على الامتناع وحذرهم عاقبة التخاذل والتواني وحصن البلد بجهده وطاقته فلما قاربه التتر وسمعوا بما أهل البلد عليه من اجتماع الكلمة على قتالهم وانهم قد حصنوا المدينة واصلحوا اسوارها وخندقها ارسلوا يطلبون منهم مالا وثيابا فاستقر الأمر بينهم على قدر معلوم من ذلك فسيروه إليهم فأخذوه ورحلوا الى ما مروا به من البلاد والقرى وخربوا وقتلوا من ظفروا به من أهلها فلما وصلوا الى بيلقان حصروها فاستدعى اهلها منهم رسولا يقرون معه الصلح فأرسلوا إليهم رسولا من أكابرهم ومقدمهم فقتله أهل البلد فزحف التتر اليهم وقاتلوهم ثم إنهم ملكوا البلد عنوة في شهر رمضان سنة ثمان عشرة ووضعوا السيف فلم يبقوا على صغير ولا كبير ولا امرأة حتى إنهم يشقون بطون الحبالى ويقتلون الاجنة وكانوا يفجرون بالمرأة ثم يقتلونها وكان الانسان منهم يدخل الدرب فيه الجماعة فيقتلهم واحدا بعد واحد حتى يفرغ من الجميع لا يمد أحد منهم اليه يدا فلما فرغوا منها استقصوا ما حولها من النهب والتخريب وساروا الى مدينة كنجة وهي أم بلاد أران فعلموا بكثرة أهلها وشجاعتهم لكثرة دربتهم بقتال الكرج وحصانتها فلم يقدموا عليها فأرسلوا الى اهلها يطلبون منهم المال والثياب فحملوا إليهم ما طلبوا فساروا عنهم
$ ذكر وصول التتر الى بلاد الكرج $
لما فرغ التتر من بلاد المسلمين بأذربيجان وأران بعضه بالملك وبعضه بالصلح وساروا الى بلاد الكرج من هذه الأعمال أيضا وكان الكرج قد اعدوا لهم واستعدوا وسيروا جيشا كثيرا الى طرف بلادهم ليمنعوا التتر عنها فوصل إليهم التتر فالتقوا فلم يثبت الكرج بل ولوا منهزمين فأخذهم السيف فلم يسلم منهم الا الشريد ولقد بلغني أنهم قتل منهم نحو ثلاثين ألفا ونهبوا ما وصلوا اليه من بلادهم وخربوها وفعلوا بها ما هو عادتهم فلما وصل المنهزمون الى تفليس وبها ملكهم جمع جموعا اخرى وسيرهم الى التتر ايضا ليمنعوهم من توسط بلادهم فرأوا التتر وقد