@ 416 @
دخلوا البلاد لم يمنعهم جبل ولا مضيق ولا غير ذلك فلما رأوا فعلهم عادوا إلى تفليس فأخلوا البلاد ففعل التتر فيها ما أرادوا من النهب والقتل والتخريب ورأوا بلادا كثيرة المضايق والدربندات فلم يتجاسروا على الوغول فيها فعادوا عنها وداخل الكرج منهم خوف عظيم حتى سمعت عن بعض اكابر الكرج وكان قدم رسولا انه قال من حدثكم ان التتر انهزموا وأسروا فلا تصدقوه واذا حدثتم انهم قتلوا فصدقوا فإن القوم لا يفرون أبدا ولقد اخذنا أسيرا منهم فألقى نفسه من الدابة وضرب رأسه بالحجر الى ان مات ولم يسلم نفسه للأسرة
$ ذكر وصولهم الى دربند شروان وما فعلوه $
لما عاد التتر من بلد الكرج قصدوا دربندشروان فحصروا مدينة شماخي وقاتلوا اهلها فصبروا على الحصر ثم ان التتر صعدوا سورها بالسلاليم وقيل بل جمعوا كثيرا من الجمال والبقر والغنم وغير ذلك ومن قتلى الناس منهم وممن قتل من غيرهم والقوا بعضه فوق بعض فصار مثل الغل وصعدوا عليه فأشرفوا على المدينة وقاتلوا اهلها فصبروا واشتد القتال ثلاثة أيام فأشرفوا على أن يؤخذوا فقالوا السيف لا بد منه فالصبر اولى بنا نموت كراما فصبروا تلك الليلة فأنتنت تلك الجيف وانهضمت فلم يبق للتتر على السور استعلاء ولا تسلط على الحرب فعاودوا الزحف وملازمة القتال فضجر اهلها ومسهم التعب والكلال والاعياء فضعفوا فملك التتر البلد وقتلوا فيه كثيرا ونهبوا الأموال واستباحوها فلما فرغوا منه ارادوا عبور الدربند فلم يقدروا على ذلك فأرسلوا رسولا الى شروان شاه ملك دربندشروان يقولون له ليرسل إليهم رسولا يسعى بينهم في الصلح فأرسل عشرة رجال من أعيان اصحابه فأخذوا احدهم فقتلوه ثم قالوا للباقين إن أنتم عرفتمونا طريقا نعبر فيه فلكم الأمان وإن لم تفعلوا قتلناكم كما قتلنا هذا فقالوا لهم ان هذا الدربند ليس فيه طريق البتة ولكن فيه موضع هو اسهل ما فيه من الطرق فساروا معهم الى ذلك الطريق فعبروا فيه وخلفوه وراء ظهورهم
$ ذكر ما فعلوه باللان وقفجاق $
لما عبر التتر دربند شروان ساروا في تلك الأعمال وفيها أمم كثيرة منهم اللان واللكز وطوائف من الترك فنهبوه وقتلوا من اللكز كثيرا وهم مسلمون وكفار وأوقعوا