@ 419 @
انهزام خوارزمشاه من خراسان قسم اصحابه عدة أقسام فسير قسما منها إلى بلاد فرغانة ليملكوها وسير قسما آخر منها الى ترمذ وسير قسما منها الى كلابة وهي قلعة خصينة على جانب جيحون من أحصن القلاع وامنع الحصون فسارت كا طائفة إلى الجهة التي أمرت بقصدها ونازلتها واستولت عليها وفعلت من القتل والأسر والسبي والنهب والتخريب وانواع الفساد مثل ما فعل اصحابهم فلما فرغوا من ذلك عادوا الى ملكهم جنكزخان وهو بسمرقند فجهز جيشا عظيما مع احد اولاده وسيره الى خوارزم وسير جيشا آخر فعبروا جيحون الى خراسان
$ ذكر ملك التتر خراسان $
لما سار الجيش المنفذ الى خراسان عبروا جيحون وقصدوا مدينة بلخ فطلب أهلها الأمان فأمنوهم فسلم البلد سنة سبع عشرة وستمائة ولم يتعرضوا اليه بنهب ولا قتل بل جعلوا فيه شحنة وساروا وقصدوا الزوزان وسميند واندخوي وقاريات فملكوا الجميع وجعلوا فيه ولاة ولم يتعرضوا الى اهلها بسوء ولا اذى سوى أنهم كانوا يأخذون الرجال ليقاتلوا بهم من يمتنع عليهم حتى وصلوا الى الطالقان وهي ولاية تشتمل على عدة بلاد وفيها قلعة حصينة يقال لها منصوركوه لا ترام علوا وارتفاعا وبها رجال يقاتلون شجعان فحصروها مدة ستة اشهر يقاتلون اهلها ليلا ونهارا ولا يظفرون منها بشيء فأرسلوا الى جنكزخان يعرفونه بعجزهم عن ملك هذه القلعة لكثرة من فيها من المقاتلة ولا متناعها بحصانتها فسار بنفسه وبمن عنده من جموعه اليهم وحصرها ومعه خلق كثير من المسلمين اسرى فأمرهم بمباشرة القتال وإلا قتلهم فقاتلوا معه وأقام عليها أربعة أشهر أخرى فقتل من التتر عليها خلق كثير فلما رأى ملكهم ذلك أمر أن يجمع له من الحطب والأخشاب ما امكن جمعه ففعلوا ذلك وصاروا يعملون صفا من خشب وفوقه صفا من تراب فلم يزالوا كذلك حتى صار تلا عاليا يوازي القلعة فاجتمع من بها وفتحوا بابها وخرجوا منها وحملوا حملة رجل واحد فسلم الخيالة منهم ونجوا وسلكوا تلك الجبال والشعاب واما الرجالة فقتلوا ودخل التتر القلعة وسبوا النساء والأطفال ونهبوا الأموال والأمتعة ثم إن جنكزخان جمع أهل البلاد التي اعطاهم الأمان ببلخ وغيرها وسيرهم مع بعض أولاده الى مدينة مرو فدخلوا إليها وقد اجتمع بها من الأعراب والأتراك وغيرهم ممن نجا