@ 42 @
للمصاف وبقوا كذلك شهرين والرسل تتردد بين غياث الدين وبين سلطان شاه وشهاب الدين يطلب من أخيه غياث الدين إلى سلطان بوشنج وباعغيس وقلاع بيوار وكره ذلك شهاب الدين وبهاء الدين صاحب باميان إلا أنهما لم يخالفان غياث الدين وفي آخر الأمر حضر رسول سلطان شاه عند غياث الدين وحضر الأمراء ليكتب العهد فقال الرسول إن سلطان شاه يطلب أن يحضر شهاب الدين وبهاء الدين هذا الأمر فأرسل غياث الدين إليهما فأعادا الجواب إننا مماليكك ومهما تفعله لا يمكننا مخالفتك فبينما الناس مجتمعون في تحرير الأمر وإذ قد أقبل مجد الدين العلوي الهروي إليه وكان خصيصا بغياث الدين بحيث يفعل في ملكه ما يختار فلا يخالف فجاء العلوي ويده في يد ألب غازي ابن أخت غياث الدين وقد كتبوا الكتاب وقد أحضر غياث الدين أخاه شهاب الدين وبهاء الدين سام ملك الباميان فجاء العلوي كأنه يسارر غياث الدين ووقف في وسط الحلقة وقال للرسول يا فلان تقول لسلطان شاه قد تم لك الصلح من جانب السلطان الأعظم ومن شهاب الدين وبهاء الدين ويقول لك العلوي خصمك أنا ومولانا ألب غازي بيننا وبينك السيف ثم صرخ صرخة ومزق ثيابه وحثى التراب على رأسه وأقبل على غياث الدين وقال له هذا واحد طرده أخوه وأخرجه فريدا وحيدا لم نترك له ما ملكناه بأسيافنا من الغز والأتراك والسنجرية فإذا سمع هذا عنا يجيء أخوه يطلب منازعته والهند وجميع ما بيدك فحرك غياث الدين رأسه ولم يفه بكلمة فقال ملك سجستان للعلوي أترك الأمر ينصلح فلما لم يتكلم غياث الدين يمنع العلوي قال شهاب الدين لجاووشيته نادوا في العسكر بالتجهز للحرب والتقدم إلى مرو الروذ وقام وأنشد العلوي بيتا من الشعر عجميا معناه إن الموت تحت السيوف أسهل من الرضا بالدنية فرجع الرسول إلى سلطان شاه وأعلمه الحال فرتب عساكره للمصاف والتقى الفريقان واقتتلوا فصبروا للحرب فانهزم سلطان شاه وعسكره وأخذ أكثر أصحابه أسارى فأطلقهم غياث الدين
ودخل سلطان شاه مرو في عشرين فارسا ولحق به من أصحابه نحو ألف وخمسمائة فارس ولما سمع خوارزمشاه تكش بما جرى لأخيه سار من خوارزم في ألفي فارس وأرسل إلى جيحون ثلاثة آلاف فارس يقطعون الطريق على أخيه إن أراد الخطا وجد في السير ليقبض على أخيه قبل أن يقوى فأتت الأخبار سلطان شاه