@ 420 @
من المسليمن ما يزيد على مائتي ألف رجل وهم معسكرون بظاهر مرو وهم عازمون على لقاء التتر ويحدثون نفوسهم بالغلبة لهم والاستيلاء عليهم فلما وصل التتر إليهم التقوا واقتتلوا فصبر المسلمون وأما التتر فلا يعرفون الهزيمة حتى ان بعضهم أسر فقال وهو عند المسلمين إن قيل إن التتر يقتلون فصدقوا وإن قيل إنهم ينهزمون فلا تصدقوا فلما رأى المسلمون صبر التتر واقدامهم ولوا منهزمين فقتل التتر منهم وأسروا الكثير ولم يسلم إلا القليل ونهبت اموالهم وسلاحهم ودوابهم
وأرسل التتر الى ما حولهم من البلاد يجمعون الرجال لحصار مرو فلما اجتمع لهم ما ارادوا تقدموا الى مرو وحصروها وجدوا في حصرها ولازموا القتال وكان اهل البلد قد ضعفوا بانهزام ذلك العسكر وكثرة القتل والأسر فيهم فلما كان اليوم الخامس من نزولهم ارسل التتر الى الأمير الذي بها متقدما على من فيها يقولون له لا تهلك نفسك وأهل البلد واخرج الينا فنحن نجعلك امير هذه البلدة ونرحل عنك فأرسل يطلب الأمان لنفسه ولأهل البلد فأمنهم فخرج اليهم فخلع عليه ابن جنكزخان واحترامه وقال له اريد ان تعرض على اصحابك حتى تنظر من يصلح لخدمتنا استخدمناه وأعطيناه اقطاعا ويكون معنا فلما حضروا عنده وتمكن منهم قبض عليهم وعلى أميرهم وكتفوهم فلما فرغ منهم قال لهم اكتبوا الى تجار البلد ورؤسائه وأرباب الأموال في جريدة واكتبوا الى ارباب الصناعات والحرف في نسخة اخرى واعرضوا ذلك علينا ففعلوا ما امرهم فلما وقف على النسخ أمر ان يخرج أهل البلد منه بأهلهم فخرجوا كلهم ولم يبق فيه احد فجلس على كرسي من ذهب وأمر ان يحضر أولئك الأجناد الذين قبض عليهم فأحضروا وضربت رقابهم صبرا والناس ينظرون إليهم ويبكون
وأما العامة فإنهم قسموا الرجال والنساء والأطفال فكان يوما مشهودا من كثرة الصراخ والبكاء والعويل وأخذوا ارباب الأموال فضربوهم وعذبوهم بأنواع العقوبات في طلب الأموال فربما مات احدهم من شدة الضرب ولم يكن بقي له ما يفتدي به نفسه ثم انهم احرقوا البلد وأحرقوا تربة السلطان سنجر ونبشوا القبر طلبا للمال فبقوا كذلك ثلاثة أيام فلما كان اليوم الرابع أمر بقتل أهل البلد كافة وقال هؤلاء عصوا علينا فقتلوهم اجمعين وأمر باحصاء القتلى فكانوا نحو سبعمائة الف قتيل فإنا لله