كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 421 @
وإنا اليه راجعون مما جرى على المسلمين ذلك اليوم ثم ساروا الى نيسابور فحصروها خمسة أيام وبها جمع صالح من العسكر الإسلامي فلم يكن لهم بالتتر قوة فملكوا المدينة وأخرجوا أهلها إلى الصحراء فقتلوهم وسبوا حريمهم وعاقبوا من اتهموه بمال كما فعلوا بمرو وأقاموا خمسة عشر يوما يخربون ويفتشون المنازل عن الأموال وكانوا لما قتتلوا أهل مرو قيل لهم ان قتلاهم سلم منهم كثير ونجوا الى بلاد الإسلام فأمروا بأهل نيسابور ان تقطع رؤوسهم لئلا يسلم من القتل أحد فلما فرغوا من ذلك سيروا طائفة منهم الى طوس ففعلوا بها كذلك أيضا وخربوها وخربوا المشهد الذي فيه الامام علي بن موسى الرضا ع والرشيد حتى جعلوا الجميع خرابا ثم ساروا الى هراة وهي من احصن البلاد فحصروها عشرة أيام فملكوها وأمنوا اهلها وقتلوا منهم البعض وجعلوا عند من سلم منهم شحنة وساروا الى غزنة فلقيهم جلال الدين ابن خوارزم شاه فقاتلهم وهزمهم على ما نذكره إن شاء الله فوثب اهل هراة على الشحنة فقتلوه فلما عاد المنهزمون إليهم دخلوا البلد قهرا وعنوة وقتلوا كل من فيه ونهبوا الأموال وسبوا الحريم ونهبوا السواد وخربوا المدينة جميعها وأحرقوها وعادوا الى ملكهم جنكزخان وهو بالطالقان يرسل السرايا الى جميع بلاد خراسان ففعلوا بها كذلك ولم يسلم من شرهم وفسادهم شيء من البلاد وكان جميع ما فعلوه بخراسان سنة سبع عشرة
$ ذكر ملكهم خوارزم وتخريبها $
واما الطائفة من الجيش التي سيرها جنكزخان الى خوارزم فإنها كانت اكثر السرايا جميعها لعظم البلد فساروا حتى وصلوا الى خوارزم وفيها عسكر كبير وأهل البلد معروفون بالشجاعة والكثرة فقاتلوهم اشد قتال سمع به الناس ودام الحصر لهم خمسة اشهر فقتل من الفريقين خلق كثير إلا أن القتلى من التتر كانوا اكثر لأن المسلمين كان يحميهم السور فأرسل التتر الى ملكهم جنكزخان يطلبون المدد فأمدهم بخلق كثير فلما وصلوا إلى البلد زحفوا زحفا متتابعا فملكوا طرفا منه فاجتمع أهل البلد وقاتلوهم في طرف الموضع الذي ملكوا فلم يقدروا على افراجهم ولم يزالوا يقاتلونهم والتتر يملكون منهم محلة بعد محلة وكلما ملكوا محلة قاتلهم المسلمون في المحلة التي تليهم فكان الرجال والنساء

الصفحة 421