@ 423 @
من الأتراك الخلج كان شجاعا مقداما ذا رأي في الحرب ومكيدة واصطلى الحرب مع التتر بنفسه وقال لعسكر جلال الدين تأخروا أنتم فقد ملئتم منهم رعبا وهو الذي كسر التتر على الحقيقة
وكان من المسلمين أيضا أمير كبير يقال له ملك خان بينه وبين خوارزمشاه نسب وهو صاحب هراة فاختلف هذان الأميران في الغنيمة فاقتتلوا فقتل بينهم أخ لبغراق فقال بغراق أنا اهزم الكفار ويقتل أخي لأجل هذا السحت فغضب وفارق العسكر وسار الى الهند فتبعه من العسكر ثلاثون ألفا كلهم يريدونه فاستعطفه جلال الدين بكل طريق وسار بنفسه إليه وذكره الجهاد وخوفه من الله تعالى وبكى بين يديه فلم يرجع وسار مفارقا فانكسر لذلك المسلمون وصعفوا فبينما هم كذلك اذ ورد الخبر أن جنكزخان قد وصل في جموعه وجيوشه فلما رأى جلال الدين ضعف المسلمين لأجل من فارقهم من العسكر ولم يقدر على المقام سار نحو بلاد الهند فوصل إلى ماء السند وهو نهر كبير فلم يجد من السفن ما يعبر فيه وكان جنكزخان يقص أثره مسرعا فلم يتمكن جلال الدين من العبور حتى ادركه جنكزخان في التتر فاضطر المسلمون حينئذ إلى القتال والصبر لتعذر العبور عليهم وكانوا في ذلك كالأشقر ان تقدم ينحر وان تأخر يعقر فتصافوا واقتتلوا أشد قتال اعترفوا كلهم ان كل ما مضى من الحروب كان لعبا بالنسبة إلى هذا القتال في الكفار اكثر والجراح اعظم فرجع الكفار عنهم فأبعدوا ونزلوا فلما رأى المسلمون انهم لا مدد لهم وقد ازدادوا صعفا بمن قتل منهم وجرح ولم يعلموا بما أصاب الكفار من ذلك فأرسلوا يطلبون السفن فوصلت وعبر المسلمين ليقضي الله امرا كان مفعولا فلما كان الغد عاد الكفار الى غزنة وقد قويت نفوسهم بعبور المسلمين الماء الى جهة الهند وبعدهم فلما وصلوا اليها ملكوها لوقتها لخلوها من العساكر والمحامي فقتلوا اهلها ونهبوا الأموال وسبوا الحريم ولم يبق احد وخربوها وأحرقوها وفعلوا بسوادها كذلك ونهبوا وقتلوا وأحرقوا فأصبحت تلك الأعمال جميعها خالية من الأنيس خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس