$ ذكرة عدة حوادث $
في هذه السنة استعاد المسلمون مدينة دمياط بالديار المصرية من الفرنج وقد تقدم ذكرها مشروحا مفصلا
وفيها في صفر ملك التتر مراغة وخربوها واحرقوها وقتلوا اكثر اهلها ونهبوا أموالهم وسبوا حريمهم وسار التتر منها الى همذان وحصروها فقاتلهم اهلها وظفر بهم التتر وقتلوا منهم ما لا يحصى ونهبوا البلد وساروا إلى أذربيجان فأعادوا النهب ونهبوا ما بقي من البلاد ولم ينهبوه أولا ووصلوا الى بيلقان من بلاد اران فحصروها وملكوها وقتلوا اهلها حتى كادوا حتى كادوا يفنونهم وقتل منهم كثير ونهبت اموالهم وأكثر بلادهم وقصدوا دريندشروان فحصروا مدينة شماخي وملكوها وقتلوا كثيرا من أهلها وساروا الى بلد اللان واللكز ومن عندهم من الأمم فأوقعوا ورحلوا عن قفجاق وأجلوهم عنهم واستولوا عليها وساحوا في تلك الأرض حتى وصلوا الى بلاد الروس وقد تقدم ذكر جميعه مستقصى وإنما أوردناه ههنا جملة ليعلم الذي كان في هذه السنة من حوادثهم
وفيها توفي صديقنا أمين الدين ياقوت الكاتب الموصلي ولم يكن في زمانه من يكتب ما يقاربه ولا من يؤدي طريقة ابن البواب مثله وكان ذا فضائل جمة من علم الأدب وغيره وكان كثير الخير نعم الرجل مشهورا في الدنيا والناس متفقون على الثناء الجميل عليه والمدح له ولهم فيه أقوال كثيرة نظما ونثرا فمن ذلك ما قاله نجيب الدين الحسين بن علي الواسطي من قصيدة يمدحه بها
( جامع شارد العلوم ولولاه ... لكانت الفضائل ثكلى )
( ذو يراع تخاف سطوته الأسد وتعنو له الكتائب دلا ... )
( وإذا افتر ثغره عن سواد ... في بياض فالبيض والسمر خجلى )
( أنت بدر والكاتب بن هلال ... كأبيه لا فخر فيمن تولى )
ومنها
إن يكن أولا فإنك بالتفضيل أولى لقد سبقت وصلى