كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 435 @

$ ثم دخلت سنة عشرين وستمائة $
$ ذكر ملك صاحب اليمن مكة حرسها الله تعالى $
في هذه السنة سار الملك المسعود اتسز بن الملك الكامل محمد صاحب مصر الى مكة وصاحبها حينئذ حسن بن قتادة بن ادريس العلوي الحسيني قد ملكها بعد ابيه كما ذكرنا وكان حسن قد أساء إلى الأشراف والمماليك الذين كانوا لأبيه وقد تفرقوا عنه ولم يبق عنده غير أخواله من غيره فوصل صاحب اليمن الى مكة ونهبها عسكره الى العصر فحدثني بعض المجاورين المتأهلين أنهم نهبوها حتى أخذوا الثياب عن الناس وأفقروهم وأمر صاحب اليمن أن ينبش قبر قتادة ويحرق فنبشوه فظهر التابوت الذي دفنه ابنه الحسن والناس ينظرون اليه فلم يروا فيه شيئا فعلموا حينئذ ان الحسن دفن أباه سرا وانه لم يجعل في التابوت شيئا وذاق الحسن عاقبة قطيعة الرحم وعجل الله مقابلته وأزال عنه ما قتل أباه وأخاه وعمه لأجله خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين
$ ذكر حرب بين المسلمين والكرج بأرمينية $
في هذه السنة في شعبان سار صاحب قلعة سرماري وهي من اعمال ارمينية الى خلاط لانه كان في طاعة صاحب خلاط وهو حينئذ شهاب الدين غازي بن العادل أبي بكر بن ايوب فحضر عنده واستخلف ببلده اميرا من أمرائه فجمع هذا الأمير جمعا وسار الى بلاد الكرج فنهب منها عدة قرى وعاد فسمعت الكرج بذلك فجمع صاحب دوين واسمه شلوة وهو من أكابر امراء الكرج عسكره وسار الى سرماري فحصرها أياما ونهب بلدها وسوادها ورجع فسمع صاحب سرماري الخبر فعاد الى سرماري فوصل إليها في اليوم الذي رحل الكرج عنها فأخذ عسكره وتبعهم فأوقع بساقنهم فقتل منهم وغنم واستنقذ ما أخذوا من غنائم بلاده ثم إن صاحب دوين جمع

الصفحة 435