كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 437 @
واقتتلوا فانهزم خال غياث الدين ومن معه وقتل من عسكره وأسر كثير وعاد المنهزمون إلى أذربيجان على أقبح حال وأقام غياث الدين في بلاده وثبت قدمه $ حادثة غريبة لم يوجد مثلها $
كان أهل مملكة الكرج لم يبق منهم غير امرأة وقد انتهى الملك إليها فوليته وقامت بالأمر فيهم وحكمت فطلبوا لها رجلا يتزوجها ويقوم بالملك نيابة عنها ويكون من اهل بيت مملكة فلم يكن فيها من يصلح لهذا الأمر وكان صاحب أرزن الروم هذا الوقت هو مغيث الدين طغرلشاه بن قلج ارسلان بن مسعود قلج ارسلان وبيته مشهور من أكابر ملوك الاسلام وهم من الملوك السلجوقية وله ولد كبير فأرسل الى الكرج يطلب الملكة لولده ليتزوجها فامتنعوا من إجابته وقالوا لا نفعل هذا لأننا لا يمكننا ان يملك أمرنا مسلم فقال لهم إن ابني يتنصر ويتزوجها فأجابوه إلى ذلك فأمر ابنه فتنصر ودان بالنصرانية وتزوج الملكة وانتقل فيها وأقام عند الكرج حاكما في بلادهم واستمر على النصرانية نهوذ بالله من الخذلان ونسأله ان يجعل خير اعمالنا آخرها وخير أعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم نلقاه ثم كانت هذه الملكة الكرجية تهوى مملوكا لها فكان زوجها يسمع عنها القبائح ولا يمكنه الكلام لعجزه ثم إنه يوما دخل عليها فرآها نائمة مع مملوكها في فراش فأنكر ذلك وواجهها بالمنع منه فقالن إن رضيت بهذا وإلا فأنت أخبر فقال إنني لا ارضى بهذه فنقلته الى بلد آخر ووكلت به من يمنعه من الحركة وحجرت عليه وأرسلت الى بلد اللان وأحضرت رجلين كانا قد وصفا بحسن الصورة فتزوجت أحدهما فبقي معها يسيرا ثم إنها فارقته واحضرت انسانا آخر من كنجة وهو مسلم فطلبت منه ان يتنصر ليتزوجها فلم يفعل فأرادت ان تتزوجه وهو مسلم فقام عليها جماعة الأمراء ومعهم إيواني وهو مقدم العساكر الكرجية فقالوا لها قد افتضحنا بين الملوك بما تفعلين ثم تريدين ان يتزوجك مسلم وهذا لا نمكن منه ابدا والأمر بينهم متردد والرجل الكنجي عندهم لم يجبهم الى الدخول في النصرانية وهي تهواه
$ ذكر حوادث عدة $
في هذه السنة كان الجراد في اكثر البلاد وأهلك كثيرا من الغلات والخضر بالعراق والجزيرة وديار بكر وكثير من الشام وغيرها

الصفحة 437