كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 439 @

$ ثم دخلت سنة إحدى وعشرين وستمائة $
$ ذكر عود طائفة من التتر الى الري وهمذان وغيرهما $
أول هذه السنة وصل طائفة من التتر من عند ملكهم جنكزخان وهؤلاء غير الطائفة الغربية التي ذكرنا اخبارها قبل وصول هؤلاء الري وكان من سلم من اهلها قد عادوا إليها وعمروها فلم يشعروا بالتتر الا وقد وصلوا اليهم فلم يمتنعوا عنهم فوضعوا في اهلها السيف وقتلوهم كيف شاؤوا ونهبوا البلد وخربوه وساروا الى ساوة ففعلوا بها كذلك ثم الى قم وقاشان وكانتا قد سلمتا من التتر أولا فإنهم لم يقربوهما والحقوهما بغيرهما من البلاد الخراب ثم ساروا في البلاد يخربون ويقتلون وينهبون ثم قصدوا همذان وكان قد اجتمع بها كثير ممن سلم من اهلها فأبادوهم قتلا وأسرا ونهبا وخربوا البلد وكانوا لما وصلوا الى الري رأوا بها عسكرا كثيرا من الخوارزمية فكبسوهم وقتلوا منهم وانهزم الباقون الى اذربيجان فنزلوا بأطرافها فلم يشعروا إلا والتتر ايضا قد كبسوهم ووضعوا السيف فيهم فولوا منهزمين فوصل طائفة منهم الى تبريز وأرسلوا الى صاحبها أوزبك بن البهلوان يقولون إن كنت موافقنا فسلم إلينا من عندك من الخوارزمية وإلا فعرفنا أنك غير موافق لنا ولا في طاعتنا فعمد الى من عنده من الخوارزمية فقتل بعضهم وأسر بعضهم وحمل الأسرى والرؤوس الى التتر وانفذ معها من الأموال والثياب والدواب شيئا كثيرا فعادوا عن بلاده نحو خرسان فعلوا هذا وليسوا في كثرة كانوا نحو ثلاثة آلاف فارس وكان الخوارزمية الذين انهزموا منهم نحو ستة آلاف فارس وعسكر اوزبك اكثر من الجميع ومع هذا فلم يحدث نفسه ولا الخوارزمية بالامتناع منهم نسأل الله أن ييسر للإسلام والمسلمين من يقوم بنصرتهم فقد دفعوا الى امر عظيم من قتل النفوس ونهب الأموال واسترقاق الأولاد وسبي الحريم وقتلهن وتخريب البلاد

الصفحة 439