كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 44 @
بأن يستخدموا وأقطع الأجناد الإقطاعات الجيدة وكلهم قابل إحسانه بكفران وسنذكر باقي أخبارهم ولما سمع خوارزمشاه تكش بوفاة أخيه عاد إلى خوارزم وأرسل إلى سرخس ومرو شحناء فجهز إليهم أمير هراة عمر المرغني جيشا فأخرجوهم وقال حتى نستأذن السلطان غياث الدين وأرسل خوارزمشاه رسولا إلى غياث الدين يطلب الصلح والمصاهرة وسير مع رسوله جماعة من فقهاء خراسان والعلويين ومعهم وجيه الدين محمود بن محمود وهو الذي جعل غياث الدين شافعيا وكان له عنده منزلة كبيرة فوعظوه وخوفوه الله تعالى وأعلموه أن خوارزمشاه يراسلهم يتهددهم بأنه يجيء بالأتراك والخطا ويستبيح حريمهم وأموالهم وقالوا له إما أن تحضر أنت بنفسك وتجعل مرو دار ملكك حتى ينقطع طمع الكافرين ويأمن أهلها وإما أن تصالح خوارزمشاه فأجاب إلى الصلح وترك معارضة البلاد فلما سمع من بخراسان من الغز بذلك طمعوا في البلاد فعاودوا النهب والإحراق والتخريب فسمع خوارزمشاه فجمع عساكره وحضر بخراسان ودخل مرو وسرخس ونسا وأبيورد وغيرها وأصلح البلاد وتطرق إلى طوس وهي للمؤيد صاحب نيسابور فجمع المؤيد جيوشه وسار إليه فلما سمع خوارزمشاه بمسيره إليه عاد إلى خوارزم فلما وصل إلى الرمل أقام بطرفه فلما سمع المؤيد بعودة خوارزمشاه طمع فيه وتبعه فلما سمع خوارزمشاه بذلك أرسل إلى المناهل التي في البرية فألقى فيها الجيف والتراب بحيث لا يمكن الانتفاع بها فلما توسط المؤيد البرية طلب الماء فلم يجده خوارزمشاه إليه وهو على تلك الحال ومعه الماء على الجمال فأحاط به فأما عسكره فاستسلموه بأسرهم وجيء بالمؤيد أسيرا إلى خوارزمشاه فأمر بضرب عنقه فقال له يا مخنث هذا فعال الناس فلم يلتفت إليه وقتله وحمل رأسه إلى خوارزم
فلما قتل ملك نيسابور ملك ما كان له ابنه طغان شاه فلما كان من قابل جمع خوارزمشاه عساكره وسار إلى نيسابور فحاصرها وقاتلها فتبعه طغان شاه وأخذه وزوجه أخته وحمله معه إلى خوارزم وملك نيسابور وما كان لطغان شاه وقوي أمره
هذا الذي ذكره في هذه الرواية مخالف لما تقدم ولو أمكن الجمع بين الروايتين لفعلت فإن أحدهما قد قام ما أخره الآخر فلها أوردنا جميع ما قالاه ولبعد البلاد

الصفحة 44