كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 440 @

$ ذكر ملك غياث الدين بلاد فارس $
قد ذكرنا ان غياث الدين بن خوارزمشاه محمد كان بالري وله معها أصفهان وهمدان وما بينهما من البلاد وله ايضا بلاد كرمان فلما هلك أبوه كما ذكرناه وصل التتر الى بلاده وامتنع بأصفهان وحصره التتر فيها فلم يقدروا عليها فلما فارق التتر بلاده وساروا الى بلاد قفجاق عاد وملك البلاد وعمر ما أمكنه منها وأقام بها الى اواخر سنة عشرين وستمائة وجرى له ما ذكرناه ففي آخر سنة عشرين سار الى بلاد فارس فلم يشعر صاحبها وهو أتابك سعد بن دكلا إلا وقد وصل غياث الدين الى أطراف بلاده فلم يتمكن من الامتناع فقصد قلعة اصطخر فاحتمى بها وسار غياث الدين الى مدينة شيراز وهي كرسي مملكة فارس وأكبرها وأعظمها فملكها بغير تعب أول سنة احدى وعشرين وستمائة وبقي غياث الدين بها واستولى على اكثر البلاد ولم يبق بيد سعد الدين إلا الحصون المنيعة فلما طال الأمر على سعد الدين صالح غياث الدين على أن يكون لسعد الدين من البلاد قسم اتفقوا عليه ولغياث الدين الباقي وأقام غياث الدين بشيراز وازداد اقامة وعزما على ذلك لما سمع أن التتر قد عادوا الى الري والبلاد التي له وخربوها
$ ذكر عصيان شهاب الدين غازي على أخيه الملك الأشرف وأخذ خلاط منه $
كان الملك الأشرف موسى بن العادل أبي بكر بن أيوب قد اقطع أخاه شهاب الدين غازي مدينة خلاط وجميع أعمال أرمينية وأضاف إليها ميافارقين وحاني وجبل جور ولم يقنع بذلك حتى جعله ولي عهده في البلاد التي له جميعها وحلف له جميع النواب والعساكر في البلاد فلما سلم إليه أرمينية سار إليها كما ذكرناه وأقام بها إلى آخر سنة عشرين وستمائة فأظهر مغاضبة أخيه الملك الأشرف والتجني عليه والعصيان والخروج عن طاعته فراسله الأشرف يستميله ويعاتبه على ما فعل فلم يرعو ولا ترك ما هو عليه بل اصر على ذلك واتفق هو واخوه المعظم عيسى صاحب دمشق ومظفر الدين بن زين الدين صاحب إربل على الخلاف للأشرف والاجتماع على محاربته واظهروا ذلك وعلم الاشرف فأرسل الى أخيه الكامل بمصر يعرفه ذلك وكانا متفقين وطلب منه نجدة فجهز العساكر وأرسل إلى اخيه صاحب دمشق يقول له إن تحركت من بلدك سرت إليه وأخذته وكان قد سار نحو ديار الجزيرة

الصفحة 440