@ 463 @
ماردين وعاد كل منهم إلى بلده وخرجت أعمال الموصل وأعمال ماردين بهذه الحركة فإنها كانت قد أجحف بها تتابع الغلاء وطول مدته وجلاء أكثر أهلها فأتتها هذه الحادثة فازدادت خرابا
$ ذكر عصيان كرمان على جلال الدين ومسيره اليها $
في هذه السنة في جمادى الآخرة وصل الى جلال الدين ان نائبه بكرمان وهو امير كبير اسمه بلاق حاجب قد عصى عليه وطمع في البلدان يتملكها ويستبد بها لبعد جلال الدين عنها واشتغاله بما ذكرناه من الكرج وغيرهم وانه ارسل الى التتر يعرفهم قوة جلال الدين وملكه كثيرا من البلاد وان اخذ الباقي عظمت مملكته وكثرت عساكره وسار اليكم وأخذ ما بأيديكم من البلاد فلما سمع جلال الدين ذلك وكان قد سار يريد خلاط فتركها وسار الى كرمان يطوي المراحل أرسل بين يديه رسولا إلى صاحب كرمان ومعه الخلع ليطمئن ويأتيه وهو غير محتاط ولا مستعد للامتناع منه فلما وصل الرسول علم ان ذلك مكيدة عليه لما يعرفه من عادته فأخذ ما يعز عليه وصعد الى قلعة منيعة فتحصن بها وجعل من يثق اليه من اصحابه في الحصون يمتنعون بها وأرسل الى جلال الدين يقول إنني أنا العبد والمملوك ولما سمعت بمسيرك الى هذه البلاد اخليتها لك لأنها بلادك ولو علمت انك تبقى علي لحضرت بابك ولكني اخاف وهذا جميعه والرسول يحلف له ان جلال الدين بتفليس وهو لا يلتفت الى قوله فعاد الرسول فعلم جلال الدين انه لا يمكنه أخذ ما بيده من الحصون لأنه يحتاج ان يحصرها مدة طويلة فوقف بالقرب من اصفهان وارسل اليه الخلع وأقره على ولايته فبينما الرسل تتردد اذ وصل رسول من وزير جلال الدين اليه من تفليس يعرفه ان عسكر الملك الأشرف الذي بخلاط قد هزموا بعض عسكره واوقعوا بهم ويحثه على العود الى تفليس فعاد اليها مسرعا
$ ذكر الحرب بين عسكر الأشرف وعسكر جلال الدين $
لما سار جلال الدين الى كرمان ترك بمدينة تفليس عسكرا مع وزيره شرف الملك فقلت عليهم الميرة فساروا الى اعمال ارزن الروم فوصلوا اليها ونهبوها وسبوا النساء وأخذوا من الغنائم شيئا كثيرا لا يحصى وعادوا فكان طريقهم على اطراف ولاية خلاط فسمع النائب من الأشرف بخلاط وهو الحاجب حسام الدين على الموصل