كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 464 @
فجمع العسكر وسار اليهم فأوقع بهم واستنقذ ما معهم من الغنائم وغنم كثيرا مما معهم وعاد هو وعساكره سالمين فلما فعل ذلك خاف وزير جلال الدين منهم فأرسل الى صاحبه بكرمان يعرفه الحال ويحثه على الوصول اليه ويخوفه عاقبة التواني والاهمال فرجع فكان ما نذكره إن شاء الله تعالى
$ ذكر وفاة الخليفة الظاهر بأمر الله $
في هذه السنة في الرابع عشر من رجب توفي الإمام الظاهر بأمر الله أمير المؤمنين أبو نصر محمد بن الناصر لدين الله أبي العباس احمد بن المستضيء بأمر الله وقد تقدم نسبه عند وفاة أبيه رضي الله عنهما فكانت خلافته تسعة أشهر وأربعة عشر يوما وكان نعم الخليفة جمع الخشوع مع الخضوع لربه والعدل والإحسان إلى رعيته وقد تقدم عند ذكر ولايته الخلافة من افعاله ما فيه كفاية ولم يزل كل يوم يزداد من الخير والإحسان الى الرعية فرضي الله عنه وأرضاه واحسن متقلبه ومثواه فلقد جدد من العدل ما كان دارسا وأذكر من الاحسان ما كان منسيا وكان قبل وفاته اخرج توقيعا الى الوزير بخطه على أرباب الدولة وقال الرسول ( امير المؤمنين يقول ليس غرضنا ان يقال برز مرسوم أو نفذ مثال ثم لا يبين له أثر بل انتم الى امام فعال احوج منكم إلى امام قوال ) فقرؤه فإذا أوله بعد البسلمة اعلموا أنه ليس إمهالنا إهمالا ولا اغضاؤنا إغفالا ولكن لنبلوكم أيكم احسن عملا وقد عفونا لكم ما سلف من اخراب البلاد وتشريد الرعايا وتقبيح الشريعة وإظهار الباطل الجلي في صورة الحق الخفي حيلة ومكيدة وتسمية والاحتياج استيفاء واستدراكا لأغراض انتهزتم فرصها مختلسة من براثن ليث باسل وأنياب أسد مهين تتفقون بألفاظ مختلفة على معنى وأنت أمناؤه وثقاته فتميلون رأيه إلى هواكم وتمزجون باطلكم بحقه فيطيعكم وأنتم له عاصون ويوافقكم وانتم له مخالفون والآن قد بدل الله سبحانه بخوفكم امنا وبفقركم غنى وبباطلكم حقا ورزقكم سلطانا يقيل العثرة ولا يؤاخذ إلا من اصر ولا ينتقم الا ممن استمر يأمركم بالعدل وهو يريده منكم وينهاكم عن الجور وهو يكرهه لكم يخاف الله تعالى فيخوفكم مكره ويرجو الله تعالى ويرغبكم في طاعته فإن سلكتم مسالك نواب خلفاء الله في ارضه وأمنائه على خلقه وإلا هلكتم والسلام ولما توفي وجدوا في بيت في داره الوف رقاع كلها مختومة لم

الصفحة 464