@ 465 @
يفتحها فقيل له ليفتحها
فقال لا حاجة لنا فيها كلها سعايات ولم أزل علم الله سبحانه مذ ولي الخلافة أخاف عليه قصر المدة لخبث الزمان وفساد أهله وأقول لكثير من اصدقائنا وما اخوفني ان تقصر مدة خرفته لان زماننا وأهله لا يستحقون خلافته فكان كذلك
$ ذكر خلافة ابنه المستنصر بالله $
لما توفي الظاهر بأمر الله بويع بالخلافة ابنه الأكبر أبو جعفر المنصور ولقب المستنصر بالله وسلك في الخير والإحسان إلى الناس سيرة أبيه رضي الله عنه وأمر فنودي ببغداد بإفاضة العدل وان من كان له حاجة أو مظلمة يطالع بها تقضى حاجته وتكشف مظلمته فلما كان أول جمعة أتت على خلافته اراد ان يصلي الجمعة في المقصورة التي كان يصلي فيها الخلفاء فقيل له ان المطبق الذي يسلك فيه اليها خراب لا يمكن سلوكه فركب فرسا وسار الى الجامع جامع القصر ظاهرا يراه الناس بقميص أبيض وعمامة بيضاء بسكاكين حرير ولم يترك احدا يمشي معه من اصحابه بالصلاة الى الموضع الذي كان يصلي فيه وسار هو ومعه خادمان وركابدار لا غير فصلى وعاد وكذلك الجمعة الثانية حتى اصلح له المطبق وكان السعر قد تحرك بعد وفاة الظاهر بأمر الله رضي الله عنه فبلغت الكارة ثمانية عشر قيراطا فأمر أن تباع الغلات التي له كل كارة بثلاثة عشر قيراطا فرخصت الأسعار واستقامت الأمور
$ ذكر الحرب بين كيقباذ وصاحب آمد $
في هذه السنة في شعبان سار علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قلج ارسلان ملك بلاد الروم الى بلاد الملك المسعود صاحب آمد وملك عدة من حصونه وسبب ذلك ما ذكرناه من اتفاق صاحب آمد مع جلال الدين خوارزمشاه والملك المعظم صاحب دمشق وغيرهما على خلاف الأشرف فلما رأى الأشرف ذلك أرسل إلى كيقباذ ملك الروم وكانا متفقين يطلب منه أن يقصد بلد صاحب آمد ويحاربه وكان الأشرف حينئذ على ماردين فسار ملك الروم الى ملطية وهي له فنزل عندها وسير العساكر الى ولاية صاحب آمد ففتحوا حصن منصور وحصن شمكازاد وغيرها فلما رأى صاحب آمد ذلك راسل الأشرف وعاد الى موافقته فأرسل الأشرف إلى كيقباذ يعرفه