@ 467 @
اليهم يحذرهم فوصل الخبر اليهم قبل وصوله بيومين ووصل جلال الدين فنازل مدينة ملازكرد يوم السبت ثالث عشر ذي القعدة ثم رحل عنها فنازل مدينة خلاط يوم الاثنين خامس عشر فلم ينزل حتى زحف اليها وقاتل اهلها قتالا شديدا فوصل عسكره سور البلد وقتل بينهم قتلى كثيرة ثم زحف اليها مرة ثانية وقاتل اهل البلد قتالا عظيما فعظمت نكاية العسكر في أهل خلاط ووصلوا الى سور البلد ودخلوا الربض الذي له ومدوا أيديهم في النهب وسبي الحريم فلما رأى أهل خلاط ذلك تذامروا وحرض بعضهم بعضا فعادوا الى العسكر فقاتلوهم وأخرجوهم من البلد وقتل بينهم خلق كثير وأسر العسكر الخوارزمي من أمراء خلاط جماعة وقتل منهم كثير وترجل الحاجب علي ووقف في نحر العدو وأبلي بلاء عظيما ثم إن جلال الدين استراح عدة أيام وعاود الزحف مثل أول يوم فقاتلوه حتى ابعدوا عسكره عن البلد وكان أهل خلاط مجدين في القتال حريصين على المنع عن انفسهم لما رأوا من سوء سيرة الخوارزميين ونهبهم البلاد وما فيهم من الفساد فهم يقاتلون قتال من يمنع عن نفسه وحريمه وماله ثم أقام عليها إلى أن اشتد البرد ونزل شيء من الثلج فرحل عنها يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي الحجة من السنة وكان سبب رحيله مع خوف الثلج ما بلغه عن التركمان الإيوائية من الفساد ببلاده
$ ذكر ايقاع جلال الدين بالتركمان الايوائية $
كان التركمان الايوائية قد تغلبوا على مدينة أشتر وأرمية من نواحي اذربيجان وأخذوا الخراج من اهل خوي ليكفوا عنهم واغتروا باشتغال جلال الدين بالكرج وبعدهم بخلاط وازداد طمعهم وانبسطوا بأذربيجان ينهبون ويقطعون الطريق والأخبار تأتي الى خوارزمشاه جلال الدين وهو يتغافل عنهم لاشتغاله بما هو أهم عنده وبلغ من طمعهم انهم قطعوا الطريق بالقرب من تبريز واخذوا من تجار اهلها شيئا كثيرا ومن جملة ذلك أنهم اشتروا غنما من ارزن الروم وقصدوا بها تبريز فلقيهم الايوائية قبل وصولهم الى تبريز فأخذوا جميع ما معهم ومن جملته عشرون الف رأس غنم فلما اشتد ذلك على الناس وعظم الشر أرسلت زوجة جلال الدين ابنة السلطان طغرل ونوابه في البلاد إليه يسغيثون ويعرفونه أن البلاد قد خربها الإيوائية ولئن لم يلحقها وإلا هلكت بالمرة فاتفق هذا الى خوف الثلج فرحل عن خلاط وجد السير الى