كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 469 @
على مراسلة المعظم وتعظيم الأمر عليه فمال إليهما وانحرف عن أخويه ثم اتفق ظهور جلال الدين وكثرة ملكه فاشتد الأمر على الأشرف بمجاورة جلال الدين خوارزمشاه ولاية خلاط ولان المعظم بدمشق يمنع عنه عساكر مصر ان تصل إليه وكذلك عساكر حلب وغيرها من الشام فرأى الأشرف ان يسير إلى أخيه المعظم بدمشق فسار إليه من شوال واستماله وأصلحه فلما سمع الكامل بذلك عظم عليه وظن أن اتفاقهما عليه ثم إنهما راسلاه وأعلماه بنزول جلال الدين على خلاط وعظما الأمر عليه وأعلماه أن هذه الحال تقتضي الاتفاق لعمارة البيت العادلي وانتضت السنة والأشرف بدمشق والناس على موضعهم ينتظرون خروج الشتاء ما يكون من الخوازميين وسنذكر ما يكون سنة أربع وعشرين وستمائة إن شاء الله تعالى
$ ذكر الفتنة بين الفرنج والأرمن $
في هذه السنة جمع البرنس الفرنجي صاحب انطاكية جموعا كثيرة وقصد الارمن الذين في الدروب من بلاد ابن ليون فكان بينهم حرب شديدة وسبب ذلك ان ابن ليون الأرمني صاحب الدروب توفي قبل ولم يخلف ولدا ذكرا إنما خلف بنتا فملكها الأرمن عليهم ثم علموا ان الملك لا يقوم بامرأة فزوجوها من ولد البرنس فتزوجها وانتقل الى بلدهم واستقر في الملك نحو سنة ثم ندموا على ذلك وخافوا ان يستولي الفرنج على بلادهم فثاروا بابن البرنس فقبضوا عليه وسجنوه فأرسل أبوه يطلب أن يطلق ويعاد في الملك فلم يفعلوا فأرسل الى بابا ملك الفرنج برومية الكبرى يستأذنه في قصد بلادهم وهذا ملك رومية أمره عند الفرنج لا يخالف فمنعه عنهم
وقال إنهم اهل ملتنا ولا يجوز قصد بلادهم فخالفه وأرسل الى علاء الدين كيقباذ ملك قونية وملطية وما بينهما من بلاد المسلمين وصالحه ووافقه على قصد بلاد ابن ليون والاتفاق على قصدها فاتفقا على ذلك وجمع البرنس عساكره ليسير الى بلاد الارمن فخالف عليه الداوية والاسبتار وهما جمرة الفرنج فقالوا إن ملك رومية نهايا عن ذلك إلا انه اطاعه غيرهم فدخل اطراف بلاد الأرمن وهي مضايق وجبال وعرة فلم يتمكن من فعل ما يريد وأما كيقباذ فإنه قصد بلاد الارمن من جهتخ وهي اسهل مدخلا من جهة الشام فدخلها سنة اثنتين وعشرين وستمائة فنهبها وأحرقها وحصر عدة حصون ففتح اربعة حصون وادركه الشتاء فعاد عنها فلما سمع بابا ملك

الصفحة 469