كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 470 @
الفرنج برومية أرسل الى الفرنج بالشام يعلمهم أنه قد حرم البرنس فكان الداوية والاسبتارية وكثير من الفرنج لا يحضرون معه ولا يسمعون قوله وكان اهل بلاده وهي انطاكية وطرابلس اذا جاءهم عيد يخرج من عندهم فإذا فرغوا من عيدهم دخل البلد ثم إنه ارسل الى ملك رومية يشكو من الأرمن وانهم لم يطلقوا ولده فأرسل الى الارمن يأمرهم بإطلاق ابنه واعادته الى الملك فإن فعلوا والا فقد أذن له في قصد بلادهم فلما بلغتهم الرسالة لم يطلقوا ولده فجمع البرنس وقصد بلاد الأرمن فأرسل الارمن الى الاتابك شهاب الدين بحلب يستنجدونه ويخوفونه من البرنس ان استولى على بلادهم لأنها تجاور اعمال حلب فأمدهم بجند وسلاح فلما سمع البرنس ذلك صمم العزم على قصد بلادهم فسار اليهم وحاربهم فلم يحصل على غرض فعاد عنهم
حدثني بهذا رجل من عقلاء النصارى ممن دخل تلم البلاد وعرف حالها وسألت غيره فعرف البعض وأنكر البعض
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة انخسف القمر مرتين اولاهما ليلة رابع عشر صفر
وفيها كانت اعجوبة بالقرب من الموصل حامة تعرف بعين القيارة شديدة الحرارة تسميها الناس عين ميمون ويخرج مع الماء قليل من القار فكان الناس يسبحون فيها دائما في الربيع والخريف لأنها تنفع من الأمراض الباردة كالفالج وغيره نفعا عظيما فكان من يسبح فيها يجد الكرب الشديد من حرارة الماء ففي هذه السنة برد الماء فيها حتى كان السابح فيها يجد البرد فتركوها وانتقلوا الى غيرها
وفيها كثرت الذئاب والخنازير والحيات فقتل كثير فلقد بلغني ان ذئبا دخل الموصل فقتل فيها
وحدثني صديق لنا له بستان بظاهر الموصل أنه قتل فيه في سنة اثنتين وعشرين وستمائة جميع الصيف حيتين وقتل هذه السنة الى اول حزيران سبع حيات لكثرتها وفيها انقطع المطر بالموصل واكثر البلاد الجزرية من خامس شباط الى ثاني عشر نيسان ولم يجر شيء يعتد به لكنه سقط اليسير منه في بعض القرى فجاءت الغلات

الصفحة 470