@ 471 @
قليلة ثم خرج الجراد الكثير فازدادت الناس اذى وكانت الأسعار قد صلحت شيئا فعادت لكثرة الجراد غلت ونزل ايضا في كثير من القرى برد كبير اهلك زروع اهلها وأفسدها واختلفت اقاويل الناس في اكبره كان وزن بردة مائتي درهم وقيل رطل وقيل غير ذلك إلا انه اهلك كثيرا من الحيوان وانقضت هذه السنة والغلاء باق واشتد بالموصل
وفيها اصطاد صديق لنا أرنبا فرآه وله انثيان وذكر وفرج انثى فلما شقوا بطنها رأوا فيها حريفين سمعت هذا منه ومن جماعة كانوا معه وقالوا ما زلنا نسمع ان الأرنب يكون سنة ذكرا وسنة أنثى ولا نصدق بذلك فلما رأينا هذا علمنا أنه قد حمل وهو أنثى وانقضت السنة فصار ذكرا فإن كان كذلك فيكون في الارانب كالخنثى من بني آدم يكون لأحدهم فرج الرجل وفرج الأنثى
فإني كنت بالجزيرة ولنا جار له بنت اسمها صفية فبقيت كذلك نحو خمس عشرة سنة إذ قد كلع لها ذكر رجل ونبتت لحيتها فكان لها فرج امرأة وذكر رجل
وفيها ذبح إنسان عندنا رأس غنم فوجد لحمه مرا شديد المرارة حتى رأسه واكارعه ومعلاقه وجميع اجزائه وهذا ما لم يسمع بمثله
وفيها في يوم الاربعاء الخامس والعشرين من ذي القعدة ضحوة النهار زلزلت الأرض بالموصل وكثير من البلاد العربية والعجمية وكان اكثرها بشهروزر فإنها خرب اكثرها لا سيما القلعة فإنها اجحفت بها وخرب من تلك الناحية ست قلاع وبقيت الزلزلة تتردد فيها نيفا وثرثين يوما ثم كشفها الله عنهم وأما القرى بتلك الناحية فخرب أكثرها
وفيها في رجب توفي القاضي حجة الدين أبو منصور المظفر بن عبد القاهر بن الحسن بن علي بن القاسم الشهرزوري قاضي الموصل بها وكان قد اضر قبل وفاته بنحو سنتين وكان عالما بالقضاء عفيفا نزها ذا رياسة كبيرة وله صلات دارة للمقيم والوارد رحمه الله فلقد كان من محاسن الدنيا ولم يخلف غير بنت توفيت بعده بثلاثة اشهر