كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 472 @

$ ثم دخلت سنة اربع وعشرين وستمائة $
$ ذكر دخول الكرج مدينة تفليس وإحراقها $
في هذه السنة في ربيع الأول وصل الكرج مدينة تفليس ولم يكن بها من العسكر الاسلامي من يقوم بحمايتها وسبب ذلك ان جلال الدين لما عاد من خلاط كما ذكرنا قبل وأوقع بالايوائية فرق عساكره إلى المواضع الحارة الكثيرة المرعى ليشتوا بها وكان عسكره قد أساؤوا السيرة في رعية تفليس وهم مسلمون وعسفرهم فكاتبوا الكرج يستدعونهم اليهم ليملكوهم البلد فاغتنم الكرج ذلك لميل اهل البلد إليهم وخلوه من العسكر فاجتمعوا وكلنوا بمدينتي قرس وآني وغيرهما من الحصون وساروا الى تفليس وكانت خالية كما ذكرناه ولأن جلال الدين استضعف الكرج لكثرة من قتل منهم ولم يظن فيهم حركة فملكوا البلد ووضعوا السيف فيمن بقي من اهله وعلموا انهم لا يقدرون على حفظ البلد من جلال الدين فأحرقوها جميعها وأما جلال الدين فإنه لما بلغه الخبر سار فيمن عنده من العساكر ليدركهم فلم ير منهم احدا كانوا قد فارقوا تفليس لما احرقوها
$ ذكر نهب جلال الدين بلد الإسماعيلية $
في هذه السنة قتل الإسماعيلية اميرا كبيرا من أمراء جلال الديم وكان قد أقطعه جلال الدين مدينة كنجة واعمالها وكان نعم الأمير كثير الخير حسن السيرة ينكر على جلال الدين ما يفعله من النهب وغيره من الشر فلما قتل ذلك الأمير عظم قتله على جلال الدين واشتد عليه فسار في عساكره الى بلاد الاسماعيلية من حدود الموت الى كردكوه بخراسان فحارب الجميع وقتل أهلها ونهب الأموال وسبى الحريم واسترق الأولاد وقتل الرجال وعمل بهم الأعمال العظيمة وانتقم منهم

الصفحة 472