@ 473 @
وكانوا قد عظم شرهم وزداد ضررهم وطمعوا مذ خرج التتر الى بلاد الإسلام الى الان فكف عاديتهم وقمعهم ولقاهم الله ما عملوا بالمسلمين
$ ذكر الحرب بين جلال الدين والتتر $
لما فرغ جلال الدين من الاسماعيلية بلغه الخبر ان طائفة من التتر عظيمة قد بلغوا الى دامغان بالقرب من الري عازمين على بلاد الإسلام فسار اليهم وحاربهم واشتد القتال بينهم فانهزموا منه فأوسعهم قتلا وتبع المنهزمين عدة ايام يقتل ويأسر فبينما هو كذلك قد أقام بنواحي الري خوفا من جمع آخر للتتر إذ أتاه الخبر بأن كثيرا منهم واصلون إليه فأقام ينتظرهم وسنذكر خبرهم سنة خمس وعشرين وستمائة
$ ذكر دخول العساكر الأشرفية إلى اذربيجان وملك بعضها $
في هذه السنة في شعبان سار الحاجب علي حسام الدين وهو النائب عن الملك الأشرف بخلاط والمقدم على عساكرها الى بلاد أذربيجان فيمن عنده من العساكر وسبب ذلك ان سيرة جلال الدين كانت جائرة وعساكره طامعة في الرعايا وكانت زوجته ابنة السلطان طغرل السلجوقي وهي التي كانت زوجة اوزبك بن البهلوان صاحب أذربيجان فتزوجها جلال الدين كما ذكرناه قبل وكانت مع اوزبك تحكم في البلاد جميعها ليس له ولا لغيره معها حكم فلما تزوجها جلال الدين أهملها ولم يلتفت اليها فخافته مع حرمته من الحكم والأمر والنهي فأرسلت هي وأهل خوى الى حسام الدين الحاجب يستدعونه ليسلموا البلاد له فسار ودخل البلاد بلاد أذربيجان فملك مدينة خوى وما يجاورها من الحصون التي بيد امرأة جلال الدين وملك مرندو كاتبه أهل مدينة نقجوان فمضى اليهم فسلموها اليه وقويت شوكتهم بتلك البلاد ولو داموا لملكوها جميعها إنما عادوا الى خلاط واستصحبوا معهم زوجة جلال الدين ابنة السلطان طغرل الى خلاط وسنذكر باقي خبرهم سنة خمس وعشرين إن شاء الله تعالى
$ ذكر وفاة المعظم صاحب وملك ولده $
في هذه السنة توفي الملك المعظم عيسى بن الملك العادل ابي بكر بن ايوب صاحب دمشق يوم الجمعة سلخ ذي القعدة وكان مرضه دوسنطاريا وكان ملكه لمدينة