كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 479 @
يسمى صنوب وهو من احصن القلاع مطل على البحر بحر الخزر فلما وصل الى بلاده سير العسكر اليه وحصره برا وبحرا فاستعاده من الروم وسار الى انطاكية ليشتي بها على عادته
$ ذكر خروج الملك الكامل $
في هذه السنة في شوال سار الملك الكامل محمد بن الملك العادل صاحب مصر الى الشام فوصل الى البيت المقدس حرسه الله تعالى وجعله دار السلام أبدا ثم سار عنه وولى بمدينة نابلس وشحن على تلك البلاد جميعها وكانت من اعمال دمشق وهو إلى الملك المعظم فخاف ان يقصده ويأخذ دمشق منه فأرسل الى عمه الملك الأشرف يستنجده ويطلبه ليحضر عنده بدمشق فسار اليه جريدة فدخل دمشق فلما سمع الكامل بذلك لم يتقدم إليه لأن البلد منيع وقد صار به من يمنعه ويحميه وأرسل اليه الملك الأشرف يستعطفه ويعرفه انه ما جاء الى دمشق إلا طاعة له وموافقة لأغراضه والاتفاق معه على منع الفرنج عن البلاد فأعاد الكامل الجواب يقول إني ما جئت الى هذه البلاد الا بسبب الفرنج فانهم لم يكن في البلاد من يمنعهم عما يريدونه وقد عمروا صيدا وبعض قيسارية ولم يمنعوا وأنت تعلم ان عمنا السلطان صلاح الدين فتح البيت المقدس فصار لنا بذلك الذكر الجميل على تقضي الأعصار وممر الأيام فإن أخذه الفرنج حصل لنا من سوء الذكر وقبح الأحدوثة ما يناقض ذلك الذكر الجميل الذي ادخره عمنا وأي وجه يبقى لنا عند الناس وعند الله تعالى ثم انهم ما يقنعون حينئذ بما اخذوه ويتعدون الى غيره وحيث قد حضرت انت فأنا أعود الى مصر واحفظ انت البلاد ولست بالذي يقال عني اني قاتلت اخي او حصرته حاشى لله تعالى وتأخر عن نابلس نحو الديار المصرية ونزل تل العجول فخاف الأشرف والناس قاطبة بالشام وعلموا أنه إن عاد استولى الفرنج على البيت المقدس وغيره مما يجاوره لا مانع دونه فترددت الرسل وسار الأشرف بنفسه إلى الكامل أخيه فحضر عنده وكان وصوله ليلة عيد الأضحية ومنعه من العود إلى مصر فأقاما بمكانهما
$ ذكر نهب جلال الدين بلاد ارمينية $
في هذه السنة وصل جلال الدين خوارزمشاه الى بلاد خلاط وتعدى خلاط الى

الصفحة 479