كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 48 @
ويسيرها إلى بلاد الفرنج في كل وقت فكان له فيها عدة وقائع وغزوات ظهر فيها للعرب من الشجاعة ما لا يوصف وصار الفارس من العرب يبرز بين الصفين ويطلب مبارزة الفارس المشهور من الفرنج فلا يبرز إليه أحد ثم عاد أبو يعقوب إلى مراكش
$ ذكر نهب نهاوند $
في هذه السنة نهب عسكر شملة نهاوند وسبب ذلك أن شملة كان أيام ايلدكز لا يزال يطلب منه نهاوند لكونها مجاورة بلاده ويبذل فيها الأموال فلا يجيبه إلى ذلك فلما مات أيلدكز وملك بعده ولده محمد البهلوان وسار إلى أذربيجان لإصلاحها نفذ شملة ابن أخيه ابن شنكا لأخذ نهاوند وبلغ أهل البلد الخبر فتحصنوا وحصرهم وقاتلهم وقاتلوه وأفحشوا في سبه فلما علم أنه لا طاقة له بهم رجع إلى تستر وهي قريبة منها وأرسل أهل نهاوند إلى البهلوان يطلبون منه نجدة فتأخرت عنهم فلما اطمأنوا خرج ابن شنكا من تستر في خمسمائة فارس وسار يوما وليلة فقطع أربعين فرسخا حتى وصل إلى نهاوند وضرب البوق وأظهر أنه من أصحاب البهلوان لأنه جاءهم من ناحيته ففتح أهل البلد له الأبواب فدخله فلما توسط قبض على القاضي والرؤساء وصلبوهم ونهب البلدوقطع أنف الوالي وأطلقه وتوجه نحو ماسيزان قاصدا للعراق
$ ذكر قصد نور الدين بلاد قلج أرسلان $
في هذه السنة سار نور الدين محمود بن زنكي إلى مملكة عز الدين قلج أرسلان ابن مسعود بن قلج أرسلان وهي ملطية وسيواس واقصرا وغيرها ملازما على حربه وأخذ بلاده منه وكان سبب ذلك أن ذا النون بن دانشمند صاحب ملطية وسيواس قصده قلج أرسلان وأخذ بلاده وأخرجه عنها طريدا فريدا فصار إلى نور الدين مستجيرا به وملتجئا إليه فأكرم نزله وأحسن إليه وحمل له ما يليق أن يحمل الى الملوك ووعده النصرة والسعي في رد ملكه إليه ثم إنه أرسل إلى قلج أرسلان يتشفع في إعادة ملكه فلم يجبه إلى ذلك فسار نور الدين إليه فابتدأ بكبسون وبهنسي ومرعش ومزبان فملكها وما بينها وكان ملكه لمرعش أوائل ذي القعدة والباقي بعدها فلما ملكها سير طائفة من عسكره إلى سيواس فملكوها وكان قلج أرسلان

الصفحة 48