كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 481 @

$ ثم دخلت سنة ست وعشرين وستمائة $
$ دكر تسليم البيت المقدس الى الفرنج $
في هذه السنة أول ربيع الآخر تسلم الفرنج لعنهم الله البيت المقدس صلحا اعاده الله الى الاسلام سريعا وسبب ذلك ما ذكرناه سنة خمس وعشرين وستمائة من خروج الانبرور وملك الفرنج من بلاد داخل البحر الى ساحل الشام وكانت عساكره قد سبقته ونزلوا بالساحل وأفسدوا من يجاورهم من بلاد المسلمين ومضى اليهم وهم بمدينة صور طائفة من المسلمين يسكنون الجبال المجاورة لمدينة صور واطاعوهم وصاروا معهم وقوي طمع الفرنج بموت الملك المعظم عيسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب صاحب دمشق ولما وصل الأنبرور الى الساحل نزل بمدينة عكا وكان الملك الكامل صاحب مصر قد خرج من الديار المصرية يريد الشام بعد وفاة اخيه المعظم وهو نازل بتل العجول يريد ان يملك دمشق من صلاح الدين داود بن المعظم وهو صاحبها يومئذ وكان داود لما سمع بقصد عمه الملك الكامل له قد أرسل الى عمه الملك الأشرف صاحب البلاد الجزرية يستنجده ويطلب منه المساعدة على دفع عمه عنه فسار الى دمشق فترددت الرسل بينه وبين اخيه الملك الكامل في الصلح فاصطلحا واتفقا وسار الملك الأشرف الى الملك الكامل واجتمع به فلما اجتمعا ترددت الرسل بينهما وبين الانبرور ملك الفرنج دفعات كثيرة فاستقرت القاعدة على ان يسلموا اليه البيت المقدس ومعه مواضع يسيرة من بلاده ويكون باقي البلاد مثل الخليل ونابلس والغور وطبرية وغير ذلك بيد المسلمين ولا يسلم الى الفرنج إلا البيت المقدس والمواضع التي استقرت معه وكان سور البيت المقدس خرابا قد خربه الملك المعظم وقد ذكرنا ذلك وتسلم الفرنج البيت المقدس واستعظم المسلمون ذلك واكبروه ووجدوا له من الوهن والتألم ما لا يمكن وصفه يسر الله فتحه وعوده الى المسلمين بمنه وكرمه
آمين

الصفحة 481